المعلومات البصرية من أجل منظمات حقوق الإنسان

كتابه : عمر الطباخة
ترجمه : رولا المغربي

"معلومات من أجل التغيير"هي ورشة عمل  تضم  العاملين في منظمات حقوق الإنسان مع الباحثين والمصممين والمبرمجين  من أجل  تطوير معلومات بصرية والتي تساعد على إحداث تغيير في العالم.  ظهرت الحاجة إلى هذا النوع من ورشات العمل لأول مرة عندما لاحظت المؤسسة القائمة على البرنامج أن منظمات حقوق الإنسان في المنطقة تقوم بجمع البيانات الأولية لأبحاثها، بالإضافة إلى رغبة المنظمات في جعل أبحاثهم مرئية، ولكن افتقرت  هذه المنظمات إلى وجود المهارات التي تحتاجها لعرض هذه البيانات بطريقة ملفتة للنظر أيضا ليس من السهل  الوصول إلى المختصين القادرين على القيام بذلك. و إنطلاقا من هذه الحاجة، فإن ورشة العمل والتي تمتد على مدى  خمسة أيام، تجمع عاملين في منظمات حقوق الإنسان من مختلف أنحاء العالم وتربطهم بمبرمجين مبدعين مختصين بالمواقع الالكترونية والمصممي الجرافيكيين لمساعدتهم على تحويل البيانات التي يقومون بجمعها وتوثيقها خلال عملهم إلى معلومات  مبتكرة مثل المواقع  الإلكترونية، والرسوم البيانية، والألعاب الإلكترونية، وأكثر من ذلك.

كنت محظوظاً جداً بمشاركتي بورشة العمل التي أقيمت في بيروت-لبنان في الفترة ما بين 25-29 تشرين ثاني 2016، حيث حضر ورشة العمل 36 مشاركاً من إنجلترا، إيطاليا، السودان، مصر، كندا ، الأردن، اليمن، المغرب، الولايات المتحدة، فلسطين، الهند، لبنان وألمانيا. خلال الورشة تم إنتاج ستة مشاريع بصرية رائعه لستة منظمات مختلفة تعمل في مجال حقوق الإنسان. يمر كل مشروع بعدد من المراحل للخروج بصيغته النهائية تبدأ بكتابة نبذه عن المشروع، والتي تتضمن عنوان و 3-4 جمل لشرح القصة وأهداف المشروع؛ والبحث عن المزيد من البيانات النوعية لتعزيز الهدف من وراء هذا المشروع، ورسم كيف سيبدو المشروع بنهاية ورشة العمل؛ وأخيرا برمجة الرسومات من خلال المخرجات النهائية للمشروع.

تم تقسيم المشاركين خلال ورشة العمل إلى ستة مجموعات، احتوت كل مجموعة على باحثين لجمع المعلومات عن هذه القضية وبناء القصة، و على مبرمجين لبرمجة وتنفيذ أي من الأدوات التقنية اللازمة لجعل البيانات بصرية، واحتوت كذلك على مصممي الغرافيك لعرض المعلومات على المستخدم النهائي من خلال موقع إلكتروني جميل ، أوتطبيق،أو لعبة، أو غيرها. لكل مجموعة كان هناك ممثل من منظمة لحقوق الإنسان يقوم بالتوجيه المستمر وإستشعار ما كان متوقعا من كل فريق كمنتج بصري نهائي.

كنت عضوا من فريق البحث لمنظمة تدعى "سند اليمن"، وهي مجموعة إعلامية مستقلة ملتزمة بإنتاج أفلام قصيرة تحكي عن قصص الكفاح الغير معلنة في اليمن. وتمتلك المنظمة حالياً قاعدة بيانات ضخمة من المعلومات المتعلقة بالغارات الجوية التي وقعت على اليمن خلال الحرب، ولكن لا يوجد منصة تقوم بمشاركة هذه المعلومات مع الناس. وكفريق واحد، كان لدينا فكرة لإنشاء موقع إلكتروني يكشف عن التفاصيل المتعلقة بكل موقع تم قصفه في غارة جوية في اليمن.

لقد بدت عملية البحث وتطويرمنتج بصري خلال الثلاثة أيام ونصف كتحدي كبير في البداية وخاصة وأنه في آخر ورشتين من ورش العمل قامت المجموعات المشاركة سابقا بإنتاج منتجات بصرية ذات مستوى عالي جداً، ونحن كمشاركون بورشة العمل هذه كان علينا ان نحافظ على نفس المستوى. ومع ذلك، كان من الملهم حضور عروض المجموعات في نهاية هذه الورشة بسبب المشاريع المدهشة التي تم إنتاجها في زمن قصير، ولم يستغرقني كثيرا من الوقت لكي أدرك بأنني كنت أعمل مع مجموعه مذهلة من الأشخاص .

ولإضافة المزيد من القيمة لورشة العمل، كان هناك ثلاثة متحدثين ملهمين حيث قدموا بداية جميلة لورشة العمل عن طريق مشاركة تجاربهم الشخصية ومعرفتهم بالحياة عملت على تشجع المشاركين. وفي وقت لاحق، وخلال ورشة العمل، ومن أجل تشجيع المشاركين على التألق؛ تم الطلب من مجموعه مختارة من المشاركين بتقديم أداة استخدموها، أو مشروع قاموا بتنفيذه، أو أي موضوع آخر ذا أهمية من خلال منهجية العرض الياباني الممتعه والتي تسمى ب "بيتشا كوتشا"، حيث يكون لدى كل مشارك سبعة دقائق لعرض مادته من خلال 20 شريحة عرض. لكل شريحة 20 ثانية فقط، ثم يتم الإنتقال للشريحة التالية دون العودة إلى الوراء. ولإضافة المزيد من الإبتكار، وقبل حضور ورشة العمل، طلب الفريق المشرف على الورشة من كل مشارك تحميل تطبيق/برنامج يسمى "سلاك" على هواتفهم المحمولة أو حواسيبهم ، وهو عبارة عن منصة تراسل تتم من خلاله دعوة المشاركين للتعرف على بعضهم البعض، ولقد سمح لنا هذا التطبيق في الحصول على معرفة أولية عن برنامج الورشة مقدما.

لقد كانت ورشة العمل تجربة ممتعة وأضافت الكثير إلى معرفتي ووسعت الأفق لدي في التفكير في إمكانية الاستفادة من البيانات التي جمعتها منظمات حقوق الإنسان واستخدامها بأفضل طريقة. لقد قابلت الكثير من الأشخاص الرائعين والملهمين القادمين من مجموعة كبيرة من البلدان ولديهم مجموعة كبيرة من المهارات والخبرات. ومن دون شك لقد كانت فرصة ذهبية للتعلم والتواصل، وإثبات الذات. وأنا لا زلت على تواصل مع المهنيين الذين التقيت بهم خلال تطبيق "سلاك" ، وأتابع الأخبار المعلنة من "بيانات من أجل التغيير" بشكل يومي، ولا يزال لدي شعور بالإنتماء إلى مفهومها الرائع حتى يومنا هذا.