تعامل الحكومات والمواطنين مع وباء كورونا والحجر الصحي

أدى تفشي وباء كورونا إلى إتخاذ إجراءات غير مسبوقة في جميع أنحاء العالم مما أجبر العديد من دول العالم الى إخضاع مواطنيها للحجر الصحي الإجباري لمدة زمنية تصل الى أكثر من 14 يومًا.

من خلال متابعتنا لما يجري حول العالم سوف نعرض عليكم بعض الإجراءات التي اتبعتها الحكومات، وكيف قام الموطنين بقضاء أوقاتهم خلال الحجر الصحي، وكيف قدموا المساعدة لبعضهم البعض وكيف ساهم دورهم في رفع المعنويات.  

الإجراءات الحكومية حول العالم:

  1. الصين هي الدولة التي بداء انتشار المرض منها لذلك كانت الأولى من حيث البدء بالحظر وشدة صرامة الحجر الصحي حيث أنشأت مستشفيات ضخمة في فترة زمنية قياسية بمدينة ووهان -موطن الفيروس- وفرضت إجراءات صحية صارمة، مثل فرض حظر التجوال، ووضع عشرات الآلاف في الحجر الصحي، بعد أن أغلقت كافة المؤسسات التعليمية والخدمات العامة والتابعة للقطاع الخاص.
    واستعانت الصين بآلاف الطائرات المسيرة لتوعية الناس في شوارع مدنها بضرورة الالتزام بوسائل الوقاية من الفيروس، مثل ارتداء الأقنعة والقفزات والابتعاد عن التجمعات.
    كما استخدمت السلطات أكثر من ثلاثمئة مليون كاميرا في الشوارع لمراقبة سلوك المواطنين، وملاحقة كل من لا يلتزم بمعايير السلامة.
    ووفرت الصين أيضا برنامجا على الهاتف لأكثر من مئة مليون شخص، يساعدهم على تحديد ما إذا كان يقف إلى قربهم شخص مصاب بمرض الكورونا.
  2. الأردن كان ثاني اقوى حجر صحي بعد الصين من خلال أغلاق كافة المؤسسات التعليمية والخدمات العامة والتابعة للقطاع الخاص. وعزل القادمين الى البلاد في فنادق على حساب الدولة لمدة 14 يوم للتأكد من اجتيازهم فترة حضانة المرض وحين انتهاء فترة العزل يتم ايصالهم الى أماكن اقامتهم تحت اشراف الجيش ويتم تطبيق الجحر الصحي عليهم في منازلهم.

    في أوقات النهار كانت سيارات الشرطة والدوريات تقوم بتشجيع المواطنين على بقائهم بالمنازل، كما تم السماح بتأمين كافت المستلزمات الأساسية لباب المنزل من خلال الطلب على الهاتف.
  3. كوريا الجنوبية التي عدد سكانها 50 مليون نسمة قامت بإجراء مختلف كلياً حيث لم تقم بإغلاق البلاد أو تطبيق الحجر الصحي للبلد بأسره.
    اجرة الحكومة فحوصاً لمئات الآلاف في الطرق والشوارع وللسائقين في سياراتهم، كما تتابع الحاملين المحتمَلين للفيروس باستخدام الهواتف المحمولة وتكنولوجيا الأقمار الصناعية. ووصف الرئيس الكوري الجنوبي "موون جيي" الجهود التي تبذلها الحكومة بأنها "شنّ حرب" ضدّ الخطر الذي يتهدَّد الجميع.
  4. إيطاليا طالبت الحكومة من 60 مليون نسمة البقاء في منازلهم قدر المستطاع، وعدم المغادرة إلا عند الحاجة والضرورة القصوى، مثل شراء الحاجيات الضرورية. ويتعين على من يخرج من منزله، أن يقدم تبريراً قوياً لخروجه، وإلا سيواجه غرامة مالية قدرها 206 يورو، أو حتى عقوبة السجن مدة ثلاثة أشهر لمخالفتهم القواعد الصحية.
  5. إسبانيا أيضاً أعلنت إغلاقاً عاماً، إذ أغلقت جميع الأماكن والمحلات غير الضرورية، وطُلب من الناس عدم مغادرة المنزل إلا إذا كانت هناك حاجة ملحّة، واستبدال صفارة الانذار بأغنية مشهوره (Baby Shark) للأطفال لتخفيف الضغط عن المواطنين من سماع صفارات الإنذار
  6. أستراليا يواجه أي شخص لا يلتزم بقواعد العزل الجديدة، دفع غرامة مالية باهظة أو السجن في بعض المناطق. أما العقوبة الأكثر تكلفة فهي في أستراليا الغربية، إذ يمكن أن تصل الغرامة المالية على من ينتهك القانون إلى 50 ألف دولار أسترالي.
  7. وفي مصر وسوريا والعراق ولبنان كانت حالات الجحر مماثلة حيث تم اعلان حالات من حظر التجول على جميع المواطنين وإيقاف جميع الشعائر الدينية والتجمعات. كما قامت دوريات الشرطة بالالتفاف بين منازل المواطنين وتشغيل الأغاني الوطنية والشعبية مشجعين لهم على البقاء بالمنزل ومخاطبتهم بمكبرات الصوت للبقاء في المنزل والالتزام بوسائل الوقاية من الفيروس، مثل ارتداء الأقنعة والقفزات والابتعاد عن التجمعات. وايضاً نشر افلام توعوية على قنوات التلفاز بوسائل الوقاية من الفيروس.
  8. الامارات العربية قامت بإعلان حالة الطوارئ وعدم الخروج من المنزل الى لحالات الطارئة وسارت دوريات الشرطة الإماراتية (دوريات كورونا) في الشوارع لحث المواطنين على البقاء في المنزل للحيلولة دون تفشي فيروس كورونا.

 مساهمات المواطنين حول العالم:

  1. حول العالم لمكافحة الملل الناجم عن ملازمة المنزل وتسلية الجيران والأصدقاء، ظهرت لعبة جديدة في العالم تقوم على ارتداء أزياء غريبة ومبتكرة لرمي أكياس القمامة قرب البيت.

    ومن خلال هذه اللعبة، يمكن استغلال الأمتار القليلة المسموح باجتيازها خارج المنزل في ظل تدابير الحجر المنزلي المعمول بها لتطويق وباء كورونا (كوفيد - 19)، واستخدام الشارع كمنصة عرض أزياء ثم نشر الصور عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

     
  2. في إيطاليا واسبانيا قام البعض بالغناء على الشرفات وقام العازفين بعزف الموسيقى من الشرفات وقام أحد مدربي الرياضة بإعطاء حصص مجانية من فوق سطح البناء الذي يقيم به للسكان من حوله وفي المساء كان الجميع يقوم بالتصفيق الجماعي تشجيعاً لبعضهم البعض.
     
  3. وفي الأردن كانت الأغاني الوطنية والتصفيق في الساعة الثامنة مساءاً لتشجيع بعضهم على البقاء في المنزل والحفاظ على الحجر الصحي وفي الأوقات التي كان يسمح للمواطنين بالتجول للحصول على المؤن الأساسية مثل الخبز والخضار والفواكه قام بعض المواطنين بإنشاء مجموعات عمل محلية مهمتها إرشاد المواطنين الى طريق سليمة في التسوق والانتظار في الدور مثل إبقاء مسافة امان خلال انتظارهم لدورهم في الحصول على الخبز وتنظيم الدور وعدد المواطنين المتواجدين داخل المحال المسموح لها باستقبال المواطنين للتسوق وقامة ايضاً مجموعة من المتطوعين بتعقيم السيارات في الشوارع للحفاظ على سلامة المواطنين الذين يتوجب عليهم التوجه الى العمل خلال فترة الحظر واضطرارهم لاستخدام سياراتهم للتوجه للعمل خوفاً من ان تكون ابواب السيارات ملوثة بفايروس الكورونا.
     
  4. إندونيسيا قام متطوعون في مقاطعة جاوا بالقيام "بدوريات مفاجئة" كل بضعة أيام بالتنكر بهيئة "بوكونغ" هو شبح معروف في الفولكلور المحلي، حيث يشعر تجول هذا الشبح بالأجواء المواطنين بعدم الارتياح من التواجد خارج المنزل وتفضيهم البقاء في المنزل لتفادي ملاقاتهم لشبح "بوكونغ".
     
  5. الامارات العربية – دبي من خلال التعاون مع ASICS ومجلس دبي الرياضي، قام نادي "5:30" للجري بتنظيم مبادرة "ماراثون في المنزل"، وهي الأولى من نوعها في العالم، لتعزيز رسالة البلاد التي تنص المواطنين والسكان، على البقاء في المنزل وبأمان.
    تتحدى هذه المبادرة جميع الرياضيين من مختلف الجنسيات، والذين لديهم خبرة سابقة في الماراثون، اجتياز مسافة 42.195 كيلومتراً، داخل حدود منازلهم، سواء في الداخل، أو في الحديقة، أو حتى على شرفة المنزل.
    حيث منع الجري على جهاز المشي ومنع الجري في الأماكن العامة، ويطلب من المشاركين الانضمام إلى مجموعة "ماراثون في المنزل"، عبر تطبيق "
    Strava" للجري، سواء من خلال ساعة التتبع أو الهاتف الذكي، لتسجيل الوقت ومدى تقدمهم في الماراثون.

التكتيكات الجديدة في حقوق الإنسان لا تناصر أو تؤيد تكتيكات أو سياسات أو قضايا محددة.

إذا كان لديكم تكتيكات قمتم بها او تعلمون بها فلا تترددوا في التواصل معنا ومشاركتنا خبراتكم ومعارفكم على البريد الالكتروني amalhis@cvt.org

المصادر

الصين
كوريا الجنوبية
إيطاليا اسبانيا واستراليا
الامارات العربية
إندونيسيا
الامارات العربية دبي