مربي مواشي من ثلاثة بلدان مختلفة يجتمعون معا للتعرف على منهجية التكتيكات الجديدة.

تأليف: عمر طباخه

خلال البرنامج التدريبي الثاني منذ انضمامي ببرنامج التكتيكات الجديدة لحقوق الانسان والذي مثل لي فرصة ثمينة في مجال عملي كمدرب، والذي اجتمع فيه 25 من المزارعين ومربي المواشي  من فلسطين ومصر والأردن لتعلم منهجية الاستراتيجية الفعالة من أجل  بناء قدراتهم  على المهارات اللازمة لتحقيق أهداف مجتمعاتهم في الرعاية الزراعية والحيوانية.  من الأهداف التي كان يطمح المشاركون لتحقيقها: خفض أو إلغاء الضرائب والرسوم المكلفة على الأعلاف الحيوانية التي يدفعها المزارعون الفلسطينيون، وبناء السدود الصغيرة في ريف مصر للاستفادة من مياه أمطار الشتاء خلال فصل الصيف.

أثناء التدريب والذي دام لمدة ثلاثة أيام، تعرفت على المشاركين وأعجبت بشغفهم  للنهوض  بمجتمعاتهم والاستفادة من الموارد المتوفرة لديهم  لرفع الكفائة الإنتاجية. على سبيل المثال، أحد المشاركين من مصر قام بالتطوع ببناء السدود الصغيرة نسبيا في العديد من المزارع في إحدى مناطق الريف مصري لحفظ اكبر كميه من الماء خلال فصل الشتاء وإستخدامها  لاحقاً في الزراعة خلال فصل الصيف. حيث قام  المشارك  بتوضيح كيفية بناء هذه السدود يدويا دون استخدام أي معدات ، وبالتالي  لا يكلف الحكومة أي تكاليف مالية زائدة.

معظم المشاركين في هذا التدريب  من مناطق ريفية، وأيضا لم يكملو تعليمهم الجامعي وبالرغم من ذلك كان لديهم مستوى عال من الاجتهاد حيث أنهم مفعمين بالأفكار لتطوير أراضيهم. ما يميز المشاركين أنهم  قضوا معظم حياتهم في مجال الزراعة ولم يتسنى لهم حضور مثل هذه التدريبات مسبقاُ. كمدرب، فلقد كانت هذه المجموعة بالنسبة لي مختلفة عن باقي المجموعات التي قمت بتدريبها في السابق، ومن خلال هذه التجربة  تعلمت  ثلاثة دروس مهمة: 1) أهمية تقديم الرسالة باستخدام لغة واضحة وبسيطة، 2) الدور الرئيسي للمراجعه المستمره وتكرار المفاهيم. و3) إدراك الخصوصية الثقافية والدينية التي قد تؤثر على ديناميكيه  المجموعة عموما، ومجموعات العمل الصغيرة على وجه الخصوص.

حثني التدريب على التفكلر بأن بعض المنظمات غير الحكومية والتي نادرا ما تختار العمل وتنفيذ الأنشطة في المناطق الريفية مثل الصحراء الشمالية من الأردن، والتي بطريقة غير مقصودة تهمش الناس الذين يعيشون هناك. وهذا أمر مؤسف لأنه من الواضح أن الناس الذين يعيشون في هذه المناطق لديها مخزون من الطاقة وشغف لعملهم وما يقومون به، لذلك آمل حقا، وأتطلع إلى سماع عن منظمات غير حكومية أخرى تعمل في المناطق الريفية ليس فقط على التنميه وإنما أبعد من ذلك، مماثلة لما تفعله منظمة أوكسفام وIUCN.

كان هذا التدريب جزءا من العمل الذي يجري تنفيذه في إطار حوكمة الأمن الغذائي من مجموعات الرعاة في مشروع المشرق، بتمويل من الاتحاد الأوروبي. في عام 2012، أوكسفام، IUCN ROWA (الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة - المكتب الإقليمي لغرب آسيا) وإيليا (المركز الدولي للتعلم على الزراعة المستدامة) كاتفوا جهودهم مع الشركاء المحليين في فلسطين والأردن ومصر لتعزيز مشاركة المجموعات الرعوية في عمليات اتخاذ القرارات السياسية التي تؤثر على الأمن الغذائي وسبل العيش. المبادرة تساعد على تقوية أصوات الرعاة المحلية من خلال التدريب وبناء القدرات، مثل التدريب الذي قام به برنامج التكتيكات الجديدة.

محتويات هذا المقال هي مسؤولية برنامج التكتيكات جديدة، ولا يعكس في أي حال من الأحوال وجهات نظر الاتحاد الأوروبي.