الاتفاقيات الدولية والقوانين الناظمة لعمل المعلمين والمعلمات كلٌ حسب بلده.

3 posts / 0 new
آخر موضوع
الاتفاقيات الدولية والقوانين الناظمة لعمل المعلمين والمعلمات كلٌ حسب بلده.

في الوقت الذي تتعالى فيه الأصوات حول حقوق المعلمين، ووضع الكثير من القوانين التي تصب في صالح المعلمين والمعلمات، الإ ان العديد من الدول في المنطقة العربية لازالت تعمل على التقليل من اهمية حقوق المعلمين والمعلمات

في هذا المحور من النقاش سنسلط الضوء على الاتفاقيات الدولية والقوانين الناظمة لعمل المعلمين والمعلمات في دول المنطقة العربية، من باب تفنيدها، لنرى معاً اوجه التشابه والاختلاف بين الدول العربيه, نريد ان نعرف هل القوانين الموجودة حاليا جيدة؟ وفي حال كانت جيده هل هي مطبقه؟ في حال لم تكن جيده هل هي بحاجه الى تعديل؟

شاركونا خبراتكم، ومعارفكم حول القوانين في بلدانكم او في بلدان اخرى من خلال التعليق هنا.

 

سأتحدث عن قانون العمل و العقد الموحد

<p>العديد من النصوص القانونية في قانون العمل يضمن حق المعلمات منها :
1- إجازة الأمومة : حيث ضمن قانون العمل إعطاء المعلمة 70 يوما مدفوعة الأجر من الضمان . لكن بعض المدارس الخاصة تجبر المعلمة على قطع إجازتها والالتحاق بالدوام وإلا سيتم فصلها .
2- الإجازات المرضية : بنص القانون يضمن 14 يوم اجازة مرضية مبررة بتقرير طبي وتكون مدفوعة الأجر و14 يوم أخرى إذا ثبت أن الحالة تستوجب عدم العمل .
لكن تلجأبعض المدارس بعدم الموافقة على الإجازة وتهديد المعلمة أو المعلم بالخصم من الراتب إذا غاب .
3- جاء العقد الموحد وضمن للمعلمين والمعلمات الحد الأدنى للأجوروعلاوة التعليم والزيادة السنوية وسنوات الخبرة لكن أغلب المدارس لا تدفعها بل يكون راتب أكثر معلمي ومعلمات القطاع الخاص 220 ديناروهذه جريمة بحق المعلمين والمعلمات ذوي الخبرة الطويلة .
لكن بعض المدارس تحتسب بدل خبرة عن أخر سنتين فقط معللة ذلك تاريخ صدور العقد الموحد أي أنها ملزمة بدفع الخبرة عن سنتين وهو عمر العقد الموحد.
4-من الشكاوى التي تردنا معلمات لاتقبل المدرسة بتجديد العقد معها إذا كانت حامل ، أو يتم الاشتراط الشفهي بعدم حمل المعلمة وإلا ستفصل بحجة أن الطالب يتأثر بتغيير معلمته .

المعلم في اليابان

المعلم في اليابان

حصانة الدبلوماسي، وراتب الوزير

إذا أردنا أن نعرف سر تقدّم اليابانيين، فلا مناص أن نـلقي نظرة على تعليمهم، ومدى احترامهم للمعلّم.. لقد سئل الإمبراطور الياباني، ذات مرة، حول هذه المسألة، فقال: «إن دولتنا تقدّمت، في هذا الوقت القصير، لأننا بدأنا من حيث انتهى الآخرون، وتعلّمنا من أخطائهم، وأعطينا المعلّم حصانة الدبلوماسي، وراتب الوزير».

- حقوق مادية: يحظى المعلّم في اليابان، بدعم مادي كبير، فإلى جانب راتبه الأساسي، الذي يتراوح بين 32 و68 ألف دولار (في السنة)، بحسب مستوى تعليمه، ومدّة خدمته، يحصل أيضًا على المزايا التالية:

· علاوة مالية، تمنح له ثلاث مرات بالعام الواحد.

· يمنح بدلات الأسرة، وغيرها من البدلات الاجتماعية.

· يمنح ما يسمى «منافع الرفاهية»، عن طريق مؤسسة المساعدة التبادلية للمدارس العامة، والتي تفتح عضويتها لجميع المدرّسين، وتأتي هذه المنافع على صنفين:

- منافع قصيرة المدى: وتتمثل في المصاريف الطبّية، ومصاريف ولادة طفل، ومنحة مواجهة الكوارث، ونحو ذلك.

- منافع طويلة المدى: وتشتمل على مرتّب التقاعد، ومرتّب عجز أو إعاقة، ومعاش لأهل المتوفى، ناهيك عن تأمين مدعوم حكوميـــًا.

- حقوق مهنية: ولتطوير أدائه، وتنمية مهاراته، ينال المعلّم الياباني قسطــًا وافيــًا ومتجددًا، من الدورات التدريبية المهنية، بعد التخرج وأثناء العمل، ويحظى النابغون من المعلّمين برعاية خاصة، مع توفير بيئة تعليمية مناسبة، تـساعدهم على الإبداع في أداء رسالتهم.. وجدير بالإشارة، أن جل معلمي اليابان، يتخرّجون في الكلّيات المتوسطة والجامعات، ولا يمنحون رخصة لمزاولة المهنة، من وزارة التربية والتعليم، إلاّ بعد 6 أشهر على التخرّج، والتدريب العملي، في المدارس العامة، ثم اجتياز اختبار مجلس التعليم، الذي يعقد سنويــًا لتعيين المعلمين، وكان قد صدر مؤخرًا، نظام جديد لمنح رخص المعلمين، يستهدف «توفير المعرفة المناسبة، والمهارات الكافية لهم»، وتسرى جميع تراخيص المعلمين لمدّة 10 سنوات، يتوجّب على المعلّم أثناءها، حضور دورات تدريبية دورية، توزّع كل منها على النحو التالي: 12 ساعة للوقوف على أحدث المعلومات، والوسائل المتقدّمة، ذات الصلة بمجال التربية والتعليم، و18 ساعة تدريب على التطوير المهني المتخصص، وكذا يخضع لاختبارات مصممة لمواضيع تربوية، في دول مجموعة الثماني.

هذا، ومن أبرز الجامعات اليابانية، ذات الشهرة الكبيرة، في تخريج المعلّمين، جامعة نارا، التي تأسست عام 1949م، وتضم كلّيات متخصصة، في اللغة اليابانية، والعلوم الاجتماعية، وطرق تدريس الرياضيات، وطرق تدريس العلوم، وطرق تدريس التقنيات التعليمية، وطرق تدريس البيئة، ويتخرّج فيها معلّمو المرحلة الابتدائية..وجامعة مياجي التربوية، التي يعود تاريخ تأسيسها إلى العام 1965م، وهي تمنح درجة البكالوريوس في التعليم الابتدائي، ودرجة الماجستير في التربية الخاصة..وجامعة ايتشي، التي تـعنى بإعداد معلّمين متخصصين، في مجالات: الإنسانيات، والفنون، وعلوم البيئة، والعلوم التربوية التطبيقية.. وجامعة كيوتو، التي تأسست عام 1876م، وتطوّرت إلى جامعة تربوية عام 1949م..وجامعة تالن، التي بدأت كمعهد لإعداد المعلّمين عام 1919م، ثم تطوّرت إلى جامعة تربوية عام 1992م.

- حقوق معنوية: وهي ممنوحة للمعلّم الياباني على نحو كبير، ويكفي للدلالة على ذلك، أن المعلّم يأتي، في النظرة المجتمعية، بعد الإمبراطور مباشرة، والثقافة الكونفوشية، بحسب بروفسور كيشي أوجاوا، «تـعزز الصورة الشخصية للمعلّم، وتجعل عمله واجبا مقدّسا».. وإذا كان دخول المعلّم على طلاّبه، له طقوسه، التي تنم عن التبجيل، حيث يقفون جميعــًا، وينحنون احترامــًا، ويرددون عبارة: «يا معلّمنا نرجو أن تتفضل علينا، وتـعلّمنا»، وهو رجاء يفوق الاحترام العادي، حيث إن كلمة «سينسي Sensei»، في اللغة اليابانية، لها مدلول دقيق، ومعنى عميق، في المبالغة بالاحترام، فإن الأسرة اليابانية، تحرص أشد الحرص على أن تبث في نفوس أولادها، منذ نعومة أظفارهم، المزيد من الاحترام والتبجيل للمعلم.

ــ عطاء تربوي وتعليمي: ولكونه حاصلًا على الكثير من الامتيازات والصلاحيات، فإن عطاء المعلّم الياباني لا ينضب، وواجباته فيّاضة، في ترسيخ قواعد المنظومة التعليمية، والارتقاء بها، فهو أمين مع المتعلّمين، مرن في اختيار طرائق التدريس، التي تتناسب مع أنماط تعلّم طلاّبه، يلتزم باحترام القوانين والأنظمة، يتعاون مع المجتمع المدرسي، يظهر دائمــًا في صور المثل والقدوة.

في سنغافورة.

المعلم يحدد مسار مستقبل الوطن

وسنغافورة الصاعدة بقوّة نحو مصاف الدول المتقدّمة، تــكـرّس جزءًا كبيرًا من مواردها، للارتقاء بالتعليم، فهي تدرك أنه لا أمّة متقدّمة دون تعليم متقدّم، ومن ثم وضعت مهنة التعليم، ضمن المهن ذات الصيت العالي، ومنح المعلّم مسئولية بناء جيل جديد، وتحديد مسار مستقبل الوطن.

- حقوق مادية: يتراوح راتب المعلّم بين 24 و47 ألف دولار في السنة، ويمنح حوافز مجزية، إضافة إلى البدلات والإعانات، كما يصرف له نحو ألف دولار سنويــًا، لتطوير قدراته الذاتية، من خلال حضوره لدورات تدريبية، في معاهد خاصة، أو شراء مستلزمات تقنية، ذات صلة بالتعليم المتقدّم.

- حقوق مهنية: وتشتمل على برامج ودورات تدريبية، يشرف عليها خبراء من وزارة التربية، وتتنوّع بحيث تغطّي الجوانب الآتية:

· «التوجيه المهني في المدارس».

· «مهارات في الرعاية التربوية».

· «مهارات في رعاية الحالات الفردية، وكذا في التعليم الجمعي».

· «تطوير وتطبيق منهج الرعاية التربوية الشاملة».

كما تحرص الوزارة، على تقديم تدريب على التقنيات الحديثة، وتشجيع المعلّمين على اقتناء أجهزة الحاسوب المحمولة، والكتب اللوحية الإلكترونية، وتدفع من ثمنها 40%، ويقدّر ما يتلقّاه المعلّم السنغافوري من تدريبات، بما يزيد عن100ساعة تدريب سنويــًا، موزّعة بشكل دوري، بحيث تـساهم في رفع كفاءته، ومواكبته لأحدث التطوّرات، ذات الصلة بالحقل التربوي والتعليمي.

- حقوق معنوية: وقد ازدادت هذه الحقوق بشكل كبير، بعد إقرار الحكومة، ما يعرف بمشروع «جودة المعلّم»، والذي يعطي للمعلّم مزيدا من الهيبة والاحترام، ويقضي تمامــًا على الصورة النمطيّة، التي ظلت سائدة في المجتمع، حتى أوائل سبعينيات القرن الماضي، حيث كان المعلّمون يعيّنون بشكل كمّي، دون اهتمام يذكر بالكفاءة والجودة، وكان نتاج ذلك أن نصف طلاّب سنغافورة، يتركون المدرسة، بعد الصف الرابع الابتدائي فقط، لقد تغير هذا كليــًا الآن.

- عطاء تربوي وتعليمي: ونتيجة للطفرة التي حدثت في منظومة التعليم، خلال العقود القليلة الماضية، وحرص الحكومة على منح المعلّم حقوقه المادية، والمعنوية، والعناية بالارتقاء بمهنيّته، فقد تزايد عطاء المعلّم، وصار دوره أكثر فاعلية، من خلال سعيه الجاد، نحو تحقيق:

· «الإخلاص في العمل، والولاء للمهنة، والالتزام بالقواعد المنظّمة لها، والاهتمام بنمو طلاّبه في مختلف النواحي».

· «التفاعل مع قضايا وطنه، وتوجيه طلاّبه للتفاعل الصادق معها».

· «المساهمة في حل المشكلات التربوية والتعليمية».

· «الاستفادة من الكم المعرفي، وإفادة المتعلّمين، بما يتناسب مع أعمارهم، ومراحلهم الدراسية، والفروق الفردية فيما بينهم».

المعلم الصيني

النهوض الواثق

خلال الخمسين سنة الماضية، أعطت الحكومات المتعاقبة، في جمهورية الصين الشعبية، أولوية كبيرة للتعليم، واعتبرته القطار الذي يقود الأمّة نحو التقدم، وقد نال المعلّم نصيبًا كبيرًا من الاهتمام والرعاية، التي كان يفتقدها في السابق، مما دفعه إلى النهوض الواثق، نحو أداء دور الرائد، في المنظومة التعليمية.

- حقوق مادية: بحسب إحصاءات حديثة، فإن المعلّم الصيني، يتقاضي في المتوسط، راتبــًا شهريــًا، يتراوح بين800 إلى1200يوان، وهذا الراتب يعد معقولًا لإعالة الأسرة، والتمتع بالراحة في ظل نمط الحياة المحلية، إلى جانب ذلك تـصرف له حوافز وبدلات، يرى أنها لا تـحقق طموحاته، ويطالب بالمزيد من التقدير المادي.

- حقوق مهنية: ينال المعلّم، في إطار النظام التعليمي الاشتراكي، المعتمد حاليًا في الصين، قدرًا منضبطًا من التدريبات، التي تزيد من خبراته المهنية.. وكانت الحكومة قد بدأت في تطبيق برنامج يدعى «توحيد الشبكات للتعليم الوطني للمعلّمين»، يستهدف «الدفع نحو الارتقاء بالمعلمين، من خلال ممارسة معلوماتية التعليم، والاندماج بين شبكة منظومة التعليم للمعلمين، وشبكة التلفزيون الفضائية التعليمية، وشبكة الكمبيوتر المتواصلة».. ويقول الخبير التربوي غيو مينغ، من جامعة بكين للمعلّمين: لقد تطوّر أداء المعلّم الصيني، في السنوات الأخيرة، بشكل كبير، وأصبح (محترفــًا) بما يتوافق مع هذا المصطلح، المعتمد من قبل منظّمة اليونسكو، والمنظّمات الدولية الأخرى ذات الصلة، وصار للمعلّم الحاصل على مؤهّل جامعي تربوي، والذي أمضي في مجال التدريس ثلاث سنوات فأكثر، الحق في التقدّم لنيل درجة الماجستير في التربية، بمجال تخصصه، ومنذ تطبيق هذا القانون، منح 13445معلّما ابتدائيا وإعداديا وثانويا، درجة الماجستير».

- حقوق معنوية: وعلى المستوى المجتمعي، فإن المعلم الصيني له مكانة متميزة، وينظر إلى مهنته باعتبارها من أكثر المهن احترامــًا، وكثير من الأمثال والحكم المتداولة، تـعظّم من شأن المعلم، ومنها على سبيل المثال: «من كان لي معلّمــًا يومــًا، غدا لي صديقــًا دومــًا»، و«من علّمني حرفـــًا، فهو أبي مدى الحياة»، و«المعلّم مهندس الروح»، وتكريمًا له على المستوى الرسمي، فقد جعل يوم العاشر من سبتمبر كل عام، اعتبارًا من عام 1985م، عيدًا للمعلمين.

- عطاء تربوي وتعليمي: وقد انعكست الحقوق المادية والمعنوية والمهنية، التي نالها المعلّم الصيني، في السنوات الأخيرة على وجه الخصوص، على أدائه وعطائه في النهوض بطلاّبه، والسعي نحو تحقيق أهداف سياسة التعليم، في إطار الأنظمة المعمول بها، وبحسب رؤى غير واحد من الخبراء المنتسبين إلى اليونسكو، فإن المعلم الصيني، «صار أكثر التزامـــًا بآداب مهنته، ويسعى إلى تطبيق العدل والإنصاف بين طلاّبه، حيث يقيّم كل منهم بما يستحقه، دون النظر لأي اعتبارات أخرى، ويسعى إلى جعل التعليم مشاركة، ولديه من الآليات ما يجعله يستكشف الموهوبين، ومن ثم يتعامل معهم ويرعاهم، بما يحقق طموحاتهم، ويخدم وطنهم.

المعلم في إندونيسيا

رحلة الإنسان النبيل

فرق شاسع بين حال المعلّم في إندونيسيا، إبان الحقبة الاستعمارية، وما بعدها، حيث كان مثقلًا بالمشاكل والهموم، وبرغم النظرة المجتمعية السامية له، حيث ينظر إليه باعتباره «الإنسان النبيل»، إلاّ أن حكومة بلاده، في حقبة الاستعمار، جعلت مهنته درجة ثانية، وتعمّدت السعي نحو تدهور وضعه المهني، بدأ الحال يتغيّر بشكل متصاعد، عقب التحرر من القيود الاستعمارية، ووضعت الآمال العريضة عليه، ليكون قائدًا فاعلًا، في نهوض بلاده، وتقدّمها الحضاري.

- حقوق مادية: تتباين رواتب المعلّمين، من مقاطعة إلى أخرى، كما تختلف بحسب المؤهل، وسنوات الخبرة، وهي تتفاوت ما بين 316 و1700 دولار أمريكي شهريًا، إلى جانب الحوافز والبدلات، وكان قد أعلن مؤخرًا، عن زيادة في رواتب المعلمين، بنسبة تصل إلى 15%، في ظل موافقة الحكومة المركزية، على رفع ميزانية التعليم إلى20% من نفقات الدولة. وتدفع النقابة العامة للمعلمين، في سبيل تحقيق مزايا مادية جديدة للمعلم.

- حقوق مهنية: ولرفع كفاءته المهنية، فإن المعلم الإندونيسي، يلتحق بدورات تدريبية، تـصنـّف إلى أربعة أنواع: دورات أساسية، للمبتدئين في المهنة.. دورات قصيرة، تستهدف تحسين الأداء العملي.. دورات عامة، تتركز بالأساس حول مستجدات التقانة، التي يمكن أن يعوّل عليها في تطوير العملية التعليمية، والجديد في طرق التدريس، وتنمية المهارات والمعارف لدى المعلم، بما يعود على الطلاّب بمزيد من النفع..دورات تأهيلية، للحصول على الترقيات.

وفي إندونيسيا، ثمة عدد كبير من المعاهد والأكاديميات، المعنية بتأهيل وتدريب المعلمين، كل في تخصصه، تنتشر في المدن الرئيسية، بجزر الأرخبيل.

- حقوق معنوية: زادت بشكل كبير، منذ مطلع الألفية الجديدة، حين صارت مهنة التعليم، تـصنـّف ضمن أكثر ثلاث مهن شديدة الاحترام، في المجتمع الإندونيسي.

- عطاء تربوي وتعليمي: بحسب دراسة حول «واقع التعليم في إندونيسيا، ومستقبله»، فإن المعلّم بالإمكانات التي توفّرها له الدولة، حقق خلال السنوات القليلة التي خلت، إسهامات فاعلة في النهوض بالعملية التعليمية، وكان له دور مؤثر في الحد من ظاهرة التسرّب في مرحلة التعليم الابتدائي، كما أدى دورًا كبيرًا في استكشاف المواهب، وتحديد مسارها على نحو جيد، إلى جانب جهوده الملموسة، في مد جسور الثقة، بين المدرسة والبيت، بالتواصل البنـّاء مع أولياء الأمور، وبفضل ذلك تم حل الكثير من المشكلات، التي تواجه الطلاّب، واستحق بذلك لقب «الإنسان النبيل»..

فــي بــريـطـانـيــا

ثلاثة معايير لقياس كفاءة المعلمين

تعد بريطانيا، من أكثر الدول اهتمامــًا بالمعلم، ماديــًا ومهنيـًا ومعنويــًا، ويقدر متوسط رواتب المعلمين بنحو 31000 جنيه إسترليني في العام، إلى جانب المكافآت والحوافز، التي ترتبط بأداء المعلم، ومدى كفاءته، علمـًا بأن تحديد الراتب، يكون في إطار سلم وظيفي، يبدأ من (م1)، وينتهي عند (م6)، كما يعطى مقابلا ماديا مناسبا، عند تكليفه بأعمال خارج وقت العمل الرسمي.

وبحسب قانون حقوق المعلّم لعام 1983م، فقد كفل للمعلّم، الذي لم يرق إلى منصب أعلى، مكافأة تـعادل 69% من بدء تعيينه، إلى تقاعده، بينما يمنح من يرقى إلى منصب أكبر 102%، ويسمح للمعلمين في بريطانيا بتشكيل تنظيماتهم النقابية، وفق ضوابط تمنح الحماية للأعضاء، وتنظّم مشاركتهم في الحياة العامة.

وفي سبيل تحسين مستواهم المهني، ينخرط المعلّمون في العديد من الدورات التدريبية..أما لقياس كفاءاتهم، فقد وضعت ثلاثة معايير رئيسة، هي:

· أولًا: الممارسة والقيم المهنية، المستمدّة من القانون المهني لمجلس التعليم العام في بريطانيا، والذي يحدد الأسس التي تـبنى عليها احترافية المعلّم، وهي:

- معاملة التلاميذ باستمرار، في إطار من الاحترام.

- تعزيز القيم الإيجابية، وتقويم المواقف والسلوكيات، التي تصدر عن التلاميذ.

- التواصل بشكل فاعل، مع أولياء الأمور، والتأكيد على حق التعلّم.

- القدرة على تحسين التعليم، من خلال تقييم الممارسات ذات الاتجاه الجمعي عند التلاميذ.

- الحرص على العمل، في إطار آداب المهنة، والقوانين المتعلّقة بتحديد مسؤوليات المعلمين.

· ثانيــًا: المعرفة والفهم، وهذا المعيار يتعلق بالمعلّمين المؤهلين حديثــًا، حيث يقيس مدى الوثوقية، في قيامهم بتدريس المواد التي تخصصوا فيها، والتحقق من:

- معرفتهم وفهمهم لموضوع الدرس.

- إدراكهم للقيم والأهداف والمقاصد ومتطلّبات التدريس العامة، المنصوص عليها في كتيّب المناهج الوطنية.

- على بيّنة من المناهج الدراسية، والتوقّعات النموذجية، وترتيبات التدريس، في المراحل الأساسية، أو مراحل ما قبل وما بعد تلك، التي يتم تدريبهم للتدريس فيها.

- يتفهّمون على نحو جيد، كيف يمكن أن يتأثر تعلّم الطلاّب بأوساطهم الفكرية والمادية والتنموية واللغوية والاجتماعية والثقافية والعاطفية.

- يتطلّعون إلى استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، على نحو فعّال.

- يعرفون مسؤولياتهم بموجب قانون الاحتياجات التعليمية، وكيفية الحصول على المشورة من المتخصصين.

- على بيّنة بمجموعة من الاستراتيجيات، التي تـعزز السلوك الجيّد، وإنشاء بيئة تعليمية هادفة.

- مرّوا على اختبارات المهارات الخاصة بالتعليم، في مجال محو الأميّة.

· ثالثــــًا: التدريس، وهو كل ما يتعلّق بالتمكّن من المهنة، والتخطيط، والتقييم، وإدارة الصف، مع التركيز على:

- الفروق الفردية بين التلاميذ، في فصولهم الدراسية.

- استخدام أهداف التعليم والتعلّم، لتخطيط الدروس وتسلسلها، ومن ثم إدراك الكيفية التي سيتم بها تقييم التلاميذ.

- إعطاء ردود فعل قوية وبنـّاءة، لدعم التلاميذ.

- التعرّف على المستوى العام للتحصيل، في مجال اللغة على وجه الخصوص، ومن ثم بدء تحليل المطالب اللغوية، وأنشطة التعلّم، من أجل توفير التحدّي المعرفي , فضلًا عن دعم اللغة.

- تسجيل تقدّم التلاميذ، وما يحققونه من إنجازات، بصورة منتظمة، وإعداد أدلّة على مدى التقدّم الذي تم إحرازه.

- استخدام السجلات، كأساس للإبلاغ عن مدى تقدّم التلاميذ، شفويــًا وخطيــًا، بشكل مقتضب، للآباء والأمهات.

- مساعدة التلاميذ، على بناء علاقات ناجحة، مع أقرانهم.

- إدراك المطلوب والمتوقع من المعرفة والفهم والمهارات، ذات الصلة بالمناهج، لتلاميذ المرحلة الدراسية.

- هيكلة الدروس بشكل واضح، وتسلسل العمل، بما يشجّع ويحفّز التلاميذ.

- الأخذ في الاعتبار، المصالح المختلفة والخبرات والانجازات للفتيان والفتيات، من مختلف الفئات الثقافية والعرقية، بما يساعدهم على تحقيق تقدّم جيّد.

- تنظيم وإدارة الوقت، على نحو فعّال.

- تخيّر الواجبات المنزلية، على نحو يشجع التلاميذ، على التعلّم الذاتي.

- التعاون البنّاء مع المعلّمين المتخصصين، بما يكسب المعلم مزيدا من الخبرات، في الإدارة المتكاملة لمهنته.

- التعامل مع تحدّيات المواقف النمطية، واتباع سياسات فاعلة، في مواجهة ظواهر العنف، التي قد تظهر على بعض التلاميذ.

وفي إطار سعيها لتحسين المكانة الاجتماعية لمهنة التدريس، وتشجيع الكفاءات من المعلمين، تنظّم بريطانيا ما يعرف بــ«برامج الجوائز الوطنية»، التي زادت من جاذبية الأشخاص، من أصحاب المهارات، إلى الالتحاق بمهنة التدريس، ويكرّم الأكفّاء منهم، من قبل الملكة، حيث يحصلون على جوائز مادية قيّمة، وميدالية فارس الإمبراطورية البريطانية..

فــي هــولــنــدا

مدير المدرسة.. يراقب أداء المعلم

تعد هولندا من الدول المتقدّمة في مجال التعليم، حيث توفّر تعليما عالي الجودة للجميع، ويحظى المعلّم في هولندا بالرعاية والاهتمام، ومتوسّط راتبه الشهري نحو 4500 دولار أمريكي، وهو يتقارب في ذلك مع راتب المعلّم في سويسرا، إلى جانب حصوله على العديد من المزايا، كالسكن والادخار والعلاج وغيرها.. وبعد تمرير البرلمان الهولندي، لما يعرف بــ«قانون مهنة التعليم»، في صيف عام 2004م، لم يعد شرط المؤهّل وحدة كافيــًا للاحتراف في مهنة التعليم، حيث أضيف وجوب التخصص.

ومنذ العام 2006م، وضعت معايير واشتراطات الكفاءة للمعلّمين، وأضيفت صلاحيات لإدارة المدارس، يتم بموجبها تحفيز المعلّمين، وتكريم الأكفاء منهم، وتمكينهم للحفاظ على اختصاصاتهم بمستوى عال، ويحرص مديرو المدارس، على مراقبة أداء المعلّمين أسبوعيــًا، ومن ثم تحديد الكفايات التي يحتاجونها، بناء على تقييم أدائهم، بعدئذ تنعقد جلسة التقويم التي تـركّز على نقاط القوّة والضعف، التي يمتلكها المعلّم، وتقديم توصيات له، ببعض البرامج التدريبية، والتي من شأن التحاقه بها، رفع كفاءته المهنية، وزيادة خبرته، التي تمكّنه من ممارسة الأنشطة التربوية والتعليمية، على نحو جيّد.. ولمدير المدرسة حق اتخاذ إجراءات تخصيص مبالغ محددة، لإتاحة الفرصة أمام المعلمين، للالتحاق بالبرامج التدريبية المناسبة، ولا ينظر إلى علاقة المدير بالمعلّم على أنها علاقة تسلّطية فوقيّة، بل هي بالأساس علاقة تشاركية تحقق لكليهما جوا من الراحة، ومد جسور الثقة، والاحترام المتبادل، وتقبّل الآراء.

ومناقشة الأمور بشكل إيجابي.. والتقرير الخاص بأداء المعلم، لا يوضع سرًا، وإنما يكون المعلّم قد اطّلع على معايير تقويمه، وكذا على ما تم تنفيذه منها، وما لم يتم، وبحسب غير واحد من خبراء التربية، فإن «هذه السياسة المفتوحة، في التعامل دون التصرّف غيبيــًا، تجعل المعلّم يدرك ما هي الممارسات السلبية والإيجابية معــًا، لكي يبدأ التحسين والتطوير، في ضوء ما يتلّقاه من تغذية راجعة بنـّاءة»، ويتاح للمعلّمين ذوو الكفاءات، أن يتخيّروا البرامج التدريبية، التي يجدون فيها ما يلبّي احتياجاتهم.. هذا، وتـحدد كفاءة المعلّم في هولندا، من خلال قياس أربعة أدوار مهنية، هي:

- دور الشخصية.

- الدور التربوي.

- الدور التنظيمي.

- دور الخبير في الموضوع، وطرق التدريس.

ويستطيع المعلّم أن يستوفي هذه الأدوار المهنية، إذا تمكّن من العمل على نحو جيّد مع الطلاّب، ومع زملائه، والاستفادة بكل ما هو متاح في البيئة المدرسية..

فــي فــرنــســــــا

اختبارات قاسية للمعلم..قبل مزاولة المهنة

يؤهّل المعلمون في فرنسا، من خلال 22 معهدًا جامعيـًا (IUFM)، هي عبارة عن مؤسسات جامعية متخصصة، حلّت مكان دور المعلمين العامة، والمراكز التربوية الإقليمية، ودور المعلمين المهنية، التي كان يعوّل عليها سابقــًا في تأهيل المعلمين.

وتبدأ رحلة الوصول إلى مهنة التعليم، منذ التحاق المرشحين للدراسة في معهد جامعي لتأهيل المعلمين، بعد حصولهم على شهادة الثانوية العامة (البكالوريا)، وشهادة دراسات ما بعد الثانوية، ويشترط في القبول، تقديم ملف كامل (CD) يخضع للفحص والدراسة، من قبل لجنة مختصة، وكذا المقابلة الشخصية، ويشترط أن يكون المرشح حاملًا لجنسية أي من بلدان الاتحاد الأوروبي.

ويؤهّل معلّم المرحلة الابتدائية (الدرجة الأولى)، بعد أن ينهي سنة دراسية نظرية وعملية مركّزة في المعهد، ويجتاز اختبار معلّمي المدارس الابتدائية، المسمّى (Capes)، والذي يهدف إلى التأكّد من توافر المهارات الأساسية، وقياس مدى الكفاءة، وهذا الاختبار صارم جدًا، حيث لا تتجاوز نسبة النجاح فيه الــ40%، وفي حال ما إذا أخفق الطالب في اجتيازه، يعطى فرصة لإعادة السنة الدراسية، والتقدّم للاختبار مرة أخرى، وإذا اجتازه يمنح صفة «مدرّس متدرّب»، يتقاضى راتبـًا لمدة سنة تدريبية إلزامية، ويمارس خلالها بعض الأعمال الأكاديمية، كدراسة مواد تربوية في المعهد، وكتابة تقرير عن مشاكل تربوية، وطرق علاجها، والبحث في طرق التدريس، واختيار أفضلها..وعقب هذه السنة التدريبية، يتقدّم لاختبار عملي، عبارة عن دروس نموذجية، أمام بعض المفتّشين التربويين، وأستاذة المعهد، وبعض المعلّمين ذوي الخبرة، وعادة يجتاز السنة التدريبية 99%، بينما الباقون يمكنهم إعادة السنة التدريبية، أو ينسحبون.

ويعيّن الناجحون في وظيفة معلّم مدارس ابتدائية، ويحق لهم مزاولة المهنة، في دور الحضانة، أو المدرسة الابتدائية..أمـّا معلمو المرحلتين الإعدادية والثانوية، فبالإضافة إلى الاشتراطات ذاتها، التي سبق ذكرها بالنسبة لمعلّمي المرحلة الابتدائية، ينبغي أن يكونوا من حملة الشهادة الجامعية، التي لا تقل عن ثلاث سنوات دراسية، بعد الثانوية العامة، وعقب انتهاء الدراسة، عليهم التقدّم لأحد المعاهد الجامعية المتخصصة بتأهيل المعلمين، والاستعداد الجيّد لاجتياز اختبارات قويّة، يمنحون بعدها إحدى شهادات التدريس الثانوي التالية:

· شهادة الأهلية للتدريس الثانوي، والمنظّمة لكل مادة، باستثناء التربية الرياضية والبدنية.

· شهادة الأهلية لتدريس التربية الرياضية والبدنية.

· شهادة الأهلية للتدّريس التقني.

· شهادة الأهلية للتدّريس في ثانوية مهنية، من المرتبة الثانية، والمنظّمة لكل مادة، من مواد التعليم العام أو المهني (Cap 1p2).

وليس نيل شهادة من هذه الشهادات، هو نهاية المطاف، بل يخضعون لسنة تدريبية عملية، على غرار السنة التدريبية لمعلّمي الابتدائي، مع اختلاف البرامج، بما يتناسب مع المواد، التي سيقومون بتدريسها في هذه المرحلة..أمــّا عن الرواتب للمعلّمين في فرنسا، فهي تتباين من مرحلة إلى أخرى، وتبدأ من نحو 1800دولار شهريــًا، إضافة إلى حوافز مجزية لذوي الكفاءات، ومزايا أخرى عديدة تتعلّق بالسكن، والادخار، والعلاج، ونحوها..

فـي الـولايـات الـمـتـحـدة الأمـريـكـيـة

الوصايا الخمس لإصلاح حال المعلّم

تتباين رواتب المعلمين، في الولايات المتحدة الأمريكية، من ولاية لأخرى، وكذا من درجة مالية إلى أخرى، ويقدر المتوسط بنحو 50 ألف دولار في السنة، إضافة إلى البدلات والحوافز والمزايا الأخرى، وبحسب وايت هوست، في دراسة بعنوان «حوافز المعلّمين لتحسين الناتج التعليمي»، فإن عددا من الولايات، قام مؤخرًا باعتماد نظام الحوافز على أساس الأداء، حيث تـصرف رواتب أعلى بكثير، للمعلّمين الذين تمكّنوا من زيادة مستويات إنجازات الطلاّب، وكانت وزارة التعليم قد بدأت منذ نوفمبر 2006م، بتمويل 34 برنامجــًا رائدًا، لمساندة نظام رواتب المعلّمين على أساس الأداء، وبموجب هذه البرامج، سمح للمعلمين بشراء المنازل الحكومية، في المناطق ذات الأولوية، بخصم يصل إلى50 بالمائة من سعر السوق، مقابل الالتزام بالسكن في المنزل، لمدة ثلاث سنوات على الأقل، والعمل بالتدريس بدوام كامل في المدارس، التي تخدم الطلاّب بالقرب من المساكن.

وإذا كان المعلّم الأمريكي، يحظي بالراتب المرتفع، والكثير من المزايا، إلاّ أن برامج إعداده، كما أشارت أكثر من دراسة أكاديمية، ظلّت إلى وقت قريب، تـعاني من نقاط خلل، حددت أبرزها على النحو التالي:

- عـدم كـفـايـة زمـن الإعـداد، حيث إن أربع سنوات دراسية غير كافية، لتعلّم كل من: المادة التخصصية، ونمو الطفـل، ونظريات التعلّم، وطرق التدريس الفعّالة، وهذا له أثر سلبي في ضعف مستوى معلّمي مرحلة التعليم الأساسي، في المادة التخصصية، وضعف مستوى معلّمي المرحلة الثانوية في المعارف التربوية.

- تقديم المعرفة بشكل مجزّأ، حيث إن العناصر الرئيسة التي تـدرس لهم، غير مترابطة، وتفصل بين النظرية والتطبيق، وكذا تـقدّم المهارات المهنية مجزّأة.

- «استخدام طرق تدريس غير ملهمة».

- «تصميم مناهج تتسم بالسطحية».

ولإصلاح مواطن الخلل هذه، والارتقاء بالمستوى التأهيلي والتدريبي للمعلّم الأمريكي، وضعت خمس توصيات رئيسة، وهي:

- «التعامل بجدّية مع معايير المعلّمين، ومعايير التلاميذ (معايير المواد الدراسية، في مراحل التعليم قبل الجامعي)».

- «إعادة النظرة في مجمل برامج إعداد المعلّم، والتنمية المهنية للمعلّمين».

- «إصلاح استقطاب المعلمين، وضمان توفير معلمين مؤهلين على نحو جيد، لكل صف دراسي».

- «الاتجاه نحو تشجيع ومكافأة المعلمين المتميّزين».

- «تطوير المدارس، لكي تكون أكثر فاعلية، في إقبال التلاميذ على التعلّم، وتسهيل نجاح المعلمين».

وكانت ثلاث هيئات أمريكية، معنية بتطوير مهنة التعليم، قد أخذت هذه التوصيات، وبدأت في البناء عليها، حيث وضعت معايير محددة، لمراحل تدرّج المعلّم في المهنة، يمكن تحديدها في الآتي:

· مرحلة الإعداد للمهنة، وقد قام بإعداد معاييرها، المجلس الوطني لاعتماد برامج إعداد المعلّم (NCATE).

· مرحلة الالتحاق بالمهنة، وقد أعدت معاييرها، من قبل مجمّع تقييم ودعم المعلّمين الجدد عبر الولايات الأمريكية (INTASC).

· مرحلة الاحتراف المهني، وقد قام بإعداد معاييرها، المجلس الوطني لمعايير التعليم المهني (NBPTS).

وتقوم الهيئات الثلاث، بمتابعة تطبيق هذه المعايير على أرض الواقع، إلى جانب قيامها بتطوير طرق جديدة لتقييم المعارف والممارسات المهنية للمعلّم، وكان خبراء في استراتيجيات التعليم، قد أشاروا إلى أهمية هذه الخطوات الإصلاحية في التعليم الأمريكي، وقال أحدهم: «إنها ستشكّل الآلية التي ستقود تقدّم المعرفة لمهنة التعليم بكاملها»، ويشير كل من دارلنج، وهاموند، إلى أنها ستتيح قدرًا كبيرًا من المعارف، والتدريب الميداني الموجّه، الذي يتّصف بالشمول والحداثة، والتأكّد من أن الخرّيجين اكتسبوا ما يحتاجونه، للقيام بالتدريس بصورة مناسبة..

فـي الـبـرازيــل..

المعلم يسعي إلى زيادة دخله

بحسب إحصاءات أخيرة، فإن العدد التقريبي للمعلّمين في المدارس الابتدائية العامة (الحكومية)، يصل إلى 1.5 مليون معلّم، نسبة كبيرة منهم حصلوا على مؤهّلات علمية جامعية، أما معلمو المدارس الإعدادية والثانوية، فهم جميعــًا من الحاصلين على مؤهلات علمية جامعية، وثمة عدد لا تقل نسبته عن 25% منهم، حصلوا على دراسات عليا في تخصصاتهم، وبرغم الإصلاحات الإدارية والمالية، التي أجريت في السنوات الأخيرة، إلاّ أن راتب المعلّمين في البرازيل، مازال متدنيــًا، مما يدفع كثيرا منهم، خاصة من معلّمي الابتدائي، إلى تدبير وظائف أخرى لزيادة دخلهم، وهناك اتجاهات قوية داخل الحكومة، لإجراء مزيد من الإصلاحات، وزيادة الميزانية المخصصة للتعليم العام، بما يحقق زيادات معقولة في رواتب المعلّمين، وقد اعتمدت خطة إستراتيجية للنهوض بالجانب المهني للمعلّم في البرازيل، من خلال التدريب، وتحسين المهارات، وحتى الآن استفاد أكثر من 325 ألف معلّم من هذه التدريبات، وصاروا أكثر قدرة على التعامل مع الأمور العلمية والعملية.. ويعوّل بشكل كبير على القنوات التلفازية التعليمية، التي يقوم برعايتها 14مؤسسة عامة وخاصة، ذات صلة بحقل التعليم، للنهوض بالمعلّم، وتوسيع مداركه المعرفية، ومهارته المهنية..

فـي جـنـوب إفـريـقـيــا..

معلّم ما بعد الفصل العنصري

بعيد انتهاء فترة التمييز العنصري، ودخول البلاد في مرحلة جديدة، بدأ المعلّم في جنوب إفريقيا، تتحسن أوضاعه بشكل متدرّج، وتناقصت نسبة المعلّمين غير المؤهلين من 36% في العام 1994م، لتصل إلى 26% في العام 1998م، ثم إلى قرابة 10% في الوقت الراهن، واتّبعت إستراتيجية جديدة، لإعادة توزيع المعلمين على المناطق، بحيث تستوفي المناطق ذات الاحتياجات الشديدة، إلى جانب العدالة في النسب، فيما يتعلّق بعدد الطلاّب قياســًا بعدد المعلّمين، وقطع في ذلك شوطــ كبير، فبينما كان في العام 1994م، 41 طالبــًا لكل معلم، صار منذ مطلع الألفية 35 طالبــًا لكل معلم.

ولا يمنح المعلم رخصة مزاولة المهنة، إلاّ بعد التسجيل لدى المجلس التشريعي للمعلّمين في جنوب إفريقيا، والذي يعرف اختصارًا بــ(SACE)، حيث يقوم بفحص مؤهّلات المتقدّم للعمل.. وإذا كان المتقدّم حاصلًا على مؤهلات أجنبية، تقيّم وتعادل مؤهلاته، من قبل هيئة المؤهلات الجنوب إفريقية، التي تعرف اختصارًا بــ(SAQA)، ولتعزيز مكانة المعلّم، ورفع كفاءته، في حقل تخصصه، قام المجلس التشريعي للمعلمين، بوضع برنامج التدريب المستمر (CPD)، الذي ينخرط فيه جميع المعلمين، للاستفادة من المعارف والتقنيات المستجدّة، ذات العلاقة بالتطوّر المهني في مجال التدريس، إلى جانب تنظيم الدورات، وورش العمل للمعلمين، من أجل النهوض بهم.

وبالتعاون مع اليونسكو، وفي إطار مبادرتها الخاصة بتدريب المعلمين في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى (TT1SSA)، أطلق المجلس التشريعي للمعلمين في جنوب إفريقيا، برنامجــًا للتدريب أثناء الخدمة (WCED)، بمشاركة معهد كيب تاون للتدريس، وقد استفاد من هذا البرنامج مئات المعلمين، من ذوي الخلفيّات المحرومة، وحصلوا على دبلوم المهنية الوطنية في التربية والتعليم (NPDE)