دور المؤتمرات والتجمعات الحقوقية في تعزيز حقوق الإنسان وتقوية المجتمع المدني

 

Overview

مايو 5, 2025

عن الحوار

  • اللغة : اللغة العربية
  • المدة : يوم الثلاثاء الموافق 13 أيَّار/ مايو 2025 من الساعة الثالثة مساءً حتى الساعة الخامسة مساءً بتوقيت الأردن
  • المتحدثين : محمد نجم, روان الضامن, مروة فطافطة
المشاركة المدنية , وسائل الإعلام , الرصد والتقييم

شكراً لمشاركتكم معنا في حوارنا الإلكتروني الذي عقده برنامج التكتيكات الجديدة في حقوق الانسان حول دور المؤتمرات والتجمعات الحقوقية في تعزيز حقوق الإنسان وتقوية المجتمع المدني باستخدام برنامج زوم وبث مباشر على الفيسبوك، يوم الثلاثاء 13 أيَّار/ مايو 2025، من الساعة الثالثة مساءً حتى الساعة الخامسة مساءً بتوقيت الأردن. شارك بالندوة عدد من المتحدثين من دول مختلفة من الوطن العربي:

المحور الأول: المؤتمرات كمساحات للدفاع عن الحقوق الرقمية وحرية الإنترنت، مع الأستاذ محمد نجم، المدير التنفيذي لمنظمة “سيمكس”.

المحور الثاني: التجمعات الصحفية كأدوات لتعزيز الصحافة الاستقصائية والمساءلة، مع الأستاذة روان الضامن، المدير العام لمؤسسة “أريج”.

المحور الثالث: المنصّات الحقوقية كأدوات للتواصل الدولي والتأثير في السياسات، مع الأستاذة مروى فطافطة، مديرة السياسات والمناصرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مؤسسة “اكسس ناو”.
ويسر الحوار الاستاذ أيمن ملحيس من برنامج التكتيكات الجديدة.

تلعب المؤتمرات والتجمعات الحقوقية دورًا محوريًا في تعزيز قضايا حقوق الإنسان، من خلال توفير منصات للنقاش، تبادل الخبرات، وتشكيل التحالفات الاستراتيجية. في هذه الندوة عبر الإنترنت، نستضيف نخبة من الخبراء الذين يعملون في تنظيم مؤتمرات ومنصات حوارية تركز على الحقوق الرقمية، الصحافة الاستقصائية، وحقوق الإنسان بشكل عام. سنناقش كيف تساهم هذه الفعاليات في إحداث تأثير ملموس، وما هي أبرز التحديات والفرص المتاحة لتوسيع دائرة التأثير.

تالياً أبرز المواضيع في الندوة. حيث سوف تقسم الندوة إلى ثلاث محاور رئيسية كالتالي:

المؤتمرات كمساحات للدفاع عن الحقوق الرقمية وحرية الإنترنت، الاستاذ محمد نجم المدير التنفيذي لمنظمة سمكس للحريات والحقوق الرقمية
كيف تساهم المؤتمرات في مناقشة وتطوير استراتيجيات لحماية الحقوق الرقمية وحرية التعبير في العالم العربي؟ سيتم استعراض دور ملتقى “خبز ونت“ في جمع الناشطين، الصحفيين، وخبراء التكنولوجيا لبحث القضايا الملحّة المتعلقة بالحقوق الرقمية.
التجمعات الصحفية كأدوات لتعزيز الصحافة الاستقصائية والمساءلة، الاستاذة روان الضامن المديرة العامة لمؤسسة أريج – شبكة إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية
كيف تساعد المؤتمرات الصحفية والتجمعات الإعلامية في تطوير مهارات الصحفيين وتعزيز الصحافة الاستقصائية في العالم العربي؟ سيتم تسليط الضوء على دور “ملتقى أريج“ في توفير منصة للنقاش والتدريب، وكيف تؤثر هذه اللقاءات على تعزيز الشفافية والمساءلة في المجتمعات.
الملتقيات الحقوقية كمنصات للتواصل الدولي والتأثير في السياسات، الاستاذة مروة فطافطة مديرة السياسات والمدافعة في مؤسسة أكسس ناو
كيف تلعب المؤتمرات الحقوقية العالمية دورًا في التأثير على السياسات العامة والتشبيك بين مختلف الفاعلين الحقوقيين؟ سيتم مناقشة تجربة “رايتس كون“ كنموذج لمؤتمر عالمي يجمع نشطاء وخبراء من مختلف أنحاء العالم لمناقشة التحديات المتعلقة بحقوق الإنسان.

تالياً تتوفر نسخة مكتوبة من الندوة:

في البداية، أُرحّب بكم جميعًا في هذا الحوار المهم والثري، الذي يجمع بين الخبرات العملية والتجارب الميدانية، مما يساعدنا على فهم أعمق لدور المؤتمرات والتجمعات الحقوقية في تعزيز حقوق الإنسان وتقوية المجتمع المدني.
معكم أيمن ملحيس، منسق اول الاعلام الرقمي في برنامج التكتيكات الجديدة في حقوق الإنسان، وسأكون ميسّرًا لهذا الجزء الحواري في ندوتنا اليوم.

برنامج “تكتيكات جديدة” في حقوق الإنسان هو أحد برامج مركز ضحايا التعذيب (CVT) الذي تأسس عام 1999، وفي عام 2011 افتتحنا مكتبنا الإقليمي الموجود حالياً في عمّان – الأردن. يهدف هذا البرنامج إلى مساعدة منظمات حقوق الإنسان حول العالم للعمل بشكل أكثر استراتيجية وفعالية من أجل تحقيق الأهداف المرجوة.

تلعب المؤتمرات والتجمعات الحقوقية دورًا محوريًا في تعزيز قضايا حقوق الإنسان، من خلال توفير منصات للنقاش، تبادل الخبرات، وتشكيل التحالفات الاستراتيجية. في هذه الندوة عبر الإنترنت، نستضيف نخبة من الخبراء الذين يعملون في تنظيم مؤتمرات ومنصات حوارية تركز على الحقوق الرقمية، الصحافة الاستقصائية، وحقوق الإنسان بشكل عام. سنناقش كيف تساهم هذه الفعاليات في إحداث تأثير ملموس، وما هي أبرز التحديات والفرص المتاحة لتوسيع دائرة التأثير.

المؤتمرات كمساحات للدفاع عن الحقوق الرقمية وحرية الإنترنت، الاستاذ محمد نجم المدير التنفيذي لمنظمة سمكس للحريات والحقوق الرقمية
  • كيف تساهم المؤتمرات في مناقشة وتطوير استراتيجيات لحماية الحقوق الرقمية وحرية التعبير في العالم العربي؟ سيتم استعراض دور ملتقى خبز ونت في جمع الناشطين، الصحفيين، وخبراء التكنولوجيا لبحث القضايا الملحّة المتعلقة بالحقوق الرقمية.

في محوَرِنا الأول سيكون معنا الأستاذ محمد نجم لنتحدث عن المؤتمرات كمساحات للدفاع عن الحقوق الرقمية وحرية الإنترنت. كما نعلم، تلعب المؤتمرات دوراً محورياً في تعزيز الوعي بالقضايا الرقمية وتوفير فضاءات آمنة للحوار بين مختلف الفاعلين في مجال الحقوق الرقمية وحرية الإنترنت. في هذا المحور سنتناقش كيف تُسهم المؤتمرات مثل ملتقى “خبز ونِت” في بناء شبكات دعم وتطوير استراتيجيات فعّالة لمواجهة الرقابة الرقمية وحماية حرية التعبير على الإنترنت في المنطقة العربية. كما سنُسلط الضوء على التحديات والفرص التي تواجه هذه الفضاءات في ظل التحولات السياسية والتقنية.

الأستاذ محمد نجم، وهو ناشط وخبير في الحقوق الرقمية وحرية الإنترنت في العالم العربي. يشغل منصب المدير التنفيذي لمنظمة “سمكس”، وهي منظمة إقليمية رائدة مقرها بيروت تعمل على تعزيز الحقوق الرقمية وحماية حرية التعبير على الإنترنت وبناء مجتمعات رقمية آمنة. يمتلك خبرة تمتد لأكثر من 15 عاماً في العمل مع المجتمع المدني ووسائل الإعلام والمنظمات الدولية، حيث قاد العديد من الحملات والمشاريع التي هدفت إلى الدفاع عن حقوق المستخدمين الرقميين، والحد من الرقابة، والتوعية بالتهديدات الرقمية التي تواجه الأفراد والمؤسسات في المنطقة.

شارك في تصميم وتنفيذ تدريبات ومؤتمرات متخصصة في الحقوق الرقمية، ومن أبرزها “ملتقى خبز ونِت” الذي تنظمه مؤسسة سمكس سنوياً، ويجمع مئات من النشطاء والخبراء والمختصين في العالم العربي وخارجه لمناقشة قضايا الحوكمة الرقمية، وحماية البيانات، والتحوّل الرقمي.

أهلاً وسهلاً بك أستاذ محمد، هل يمكننا البدء بفكرة الملتقى والهدف الأساسي من تأسيسها؟ ما هو التوجّه العام لها؟
شكراً لأيمن، وشكراً لـ”التكتيكات جديدة” وللمتابعين معنا. مساء الخير للجميع.

أنا سأقوم بعرض تقديمي، وسأحاول أن أتحدث عن الموضوع أثناء العرض. أولاً، آخر نسخة من “خبز ونِت” كانت عام 2022، وللأسف، بسبب الحرب والتحديات والهجوم الإسرائيلي على غزّة ولبنان وجنوب لبنان، قررنا تأجيل المؤتمر. وقد أعلنا أن المؤتمر سيكون من 29 إلى 31 أكتوبر.

الآن، أُظهر الشعار الجديد والهوية البصرية الجديدة، وهذه لمحة عن شكل المؤتمر تقريباً. وقبل أن أتحدث عن خططنا الحالية، أحب أن أُشارك قليلاً من تاريخ المؤتمر وتاريخ نشطاء التكنولوجيا في المنطقة العربية، لأني كنت شخصياً جزءاً من هذا التاريخ.

كنت عضواً في تجمّع يُسمى “المدوّنون العرب”، وكان يُعقد في بيروت وفي عدة دول عربية من عام 2006 وحتى 2012، وكان يجمع تقنيين يناقشون استخدام التكنولوجيا للنشاط المجتمعي. في تلك الفترة، كانت التدوينات أكثر وسيلة فعّالة للتعبير عن الرأي قبل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي.

هذا الحراك توقف لأسباب كثيرة. تغيّرت التكنولوجيا، وتم اعتقال عدد من النشطاء، مثل علاء عبد الفتاح – الناشط المصري – ونتمنى له الإفراج قريباً. بعد هذه الفترة، بدأنا نفكّر فيما يمكن القيام به بعد السوشيال ميديا، ومع وجود التكنولوجيا بيد كل فرد في العالم، فكّرنا في عمل مؤتمر خاص بالمنطقة العربية يجمع تقنيين، قانونيين، أكاديميين، وأعضاء المجتمع المدني.

أطلقنا النسخة الأولى من “خبز ونِت” عام 2018 في بيروت، والمؤتمر ليس مفتوحاً للجميع تلقائياً؛ فهناك عملية تسجيل وموافقة لضمان أن المشاركين يتقاسمون نفس القيم والمبادئ. هذا يُزيد من الجهد التنظيمي، لكنه يحافظ على جودة النقاشات والحوارات.

كان هدفنا من البداية هو جمع النشطاء والتقنيين والقانونيين وكل من يتأثر بالإنترنت، لطرح التحديات والفرص. المواضيع تتغيّر مع الزمن، فلكل مؤتمر سياقه الخاص.

مؤتمر هذا العام سيكون في 29، 30، 31 أكتوبر، وسيتضمن حوالي 15 محوراً. وسأبدأ الآن بمشاركة أبرز هذه المحاور:

  1. الحقوق الرقمية 101: لتبسيط مفاهيم الحقوق الرقمية للمجتمع وتعريفه بها، خصوصاً لأولئك الذين يظنون أنهم لا يعرفون الكثير.
  2. الخصوصية وحوكمة البيانات: في ظل غياب قوانين الخصوصية خارج أوروبا، من المهم التحدث عن كيفية التصدي لانتهاكات الخصوصية.
  3. حرية التعبير: مناقشة كيفية استغلال البيانات عبر الإنترنت، وتأثير ذلك على الحريات العامة.
  4. التجسس والبرمجيات الخبيثة: الحديث عن توغّل البرمجيات الإسرائيلية وكيفية استخدامها لقمع المجتمعات العربية.
  5. الحقوق الرقمية في سياقات النزاع المسلّح: مثل السودان، اليمن، فلسطين، وغيرها من مناطق النزاع.
  6. البُنى التحتية والاتصال: وهو موضوع حيوي، خاصة بعد استهداف البنية التحتية للاتصالات في غزّة، وهناك تقارير مهمة نوصي بقراءتها.
  7. التقاضي الاستراتيجي والمحاسبة: مثل القضية التي حُكم فيها ضد شركة NSO، حيث تم تغريمها بـ 164 مليون دولار لصالح WhatsApp.
  8. مساءلة الشركات وحقوق الإنسان: كيف يمكننا الدفع نحو نماذج أعمال تُراعي حقوق الإنسان.
  9. النوع الاجتماعي والتكنولوجيا: التحديات التي تواجه النساء والأقليات الجندرية، من حجب معلومات صحية إلى القيود القانونية.
  10. الصحة النفسية في البيئات الرقمية: أثر العمل في بيئات عدائية على الصحة النفسية للعاملين في هذا المجال.
  11. الذكاء الاصطناعي والتقنيات الناشئة: كيف تؤثر هذه التقنيات على المجتمع، وضرورة التنظيم والسياسات.
  12. التكنولوجيا لخدمة الصالح العام: فرص التعاون مع الحكومات لتحسين الخدمات الرقمية.
  13. بناء الحركات والتنظيم: أهمية التعاون وبناء تحالفات مستدامة، خاصة بين مختلف القطاعات.
  14. تمويل المستقبل: التحديات التي تواجه منظمات المجتمع المدني العربية في تأمين التمويل، وضرورة إيجاد حلول مستدامة.

وبمجرد فتح باب التقديم للمشاركة، سنُشارككم الإعلان على الفور.

التجمعات الصحفية كأدوات لتعزيز الصحافة الاستقصائية والمساءلة، الاستاذة روان الضامن المديرة العامة لمؤسسة أريج – شبكة إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية
  • كيف تساعد المؤتمرات الصحفية والتجمعات الإعلامية في تطوير مهارات الصحفيين وتعزيز الصحافة الاستقصائية في العالم العربي؟ سيتم تسليط الضوء على دور ملتقى أريج في توفير منصة للنقاش والتدريب، وكيف تؤثر هذه اللقاءات على تعزيز الشفافية والمساءلة في المجتمعات.

تشكل التجمعات والمؤتمرات الصحفية منصات أساسية لتبادل الخبرات، وبناء قدرات الصحفيين في مجالات الصحافة الاستقصائية وتعزيز ثقافة المساءلة. في هذا المحور، نسلط الضوء على دور “ملتقى أريج الذي تنظمه شبكة إعلاميون عرب من أجل صحافة استقصائية (أريج)، والذي يُعد أحد أبرز الفضاءات الإقليمية لتطوير أدوات العمل الصحفي، وتعزيز الشفافية في المؤسسات العامة والخاصة.

معنا في هذا المحور الأستاذة روان الضامن

روان الضامن – صانعة أفلام وثائقية واستقصائية تلفزيونية على مدى أكثر من 25 عاما. قامت بإعداد وإنتاج وإخراج العديد من الوثائقيات المؤثرة التي تناولت قضايا سياسية واجتماعية وحقوقية في المنطقة العربية، من أبرزها سلسلة رائدات والنكبة والسلام المر وأصحاب البلاد وغيرها. تتميز روان بقدرتها على المزج بين السرد القصصي والبحث العميق، وتسعى دائمًا لتعزيز المهنية والشفافية في العمل الإعلامي.

تشغل منذ أكثر من 5 أعوام منصب المديرة العامة لمؤسسة أريج – شبكة إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية، وهي أول مؤسسة عربية متخصصة في دعم إنتاج التحقيقات الاستقصائية في العالم العربي منذ 20 عاما.

خلال السنوات الخمس الماضية دربت أريج ما يزيد عن 10 آلاف صحفي/ة ضمن تدريباتها المجانية، ونشرت ما يزيد عن 250 تحقيقا استقصائيا التي سلطت الضوء على الفساد، وانتهاكات حقوق الإنسان، وقضايا الصحة والتعليم، وغيرها من الملفات المهمة، نالت أكثر من 50 جائزة دولية وعربية، كما أطلقت الشبكة العربية لمدققي المعلومات والشبكة الأولى عربيا لحماية مطلقي الصفارة.

اهلاً وسهلاً أستاذة روان

شكرًا جزيلًا للمقدّمة والاستضافة وتنسيق هذه الندوة، وسعيدة أنّني أسمع محمّد بخُبزونت، وأُشجّع الجميع الّذين يستطيعون أيضًا أن يُشاركوا، نحن أكثر من زميل لدينا أيضًا شارك، أتذكّر زميلتنا سامية عايش أيضًا شاركتنا في خُبزونت في بيروت، وإن شاء الله يستطيعون أن يُقيموا المؤتمر هذا العام حضوريًّا، رغم التحدّيات الّتي تحدّث عنها محمّد.

ربّما أكبر تحدٍّ نُواجهه جميعًا هو أنّنا في كثير من الأحيان نُخطّط لأشياء ثمّ نتفاجأ بالواقع، وهو أنّه، في جميع المؤتمرات حول العالم، سواء في ألمانيا، أو فرنسا، أو كندا، أو أستراليا، يُمكنك أن تقول: بعد سنتين لديّ مؤتمر كذا وكذا. أيّام كورونا كان الأمر الوحيد الّذي أربك العالم، وتوقّف الناس عن اللقاءات الحضوريّة. لكن نحن في العالم العربي، مشكلتنا أنّنا نُخطّط لأمرٍ ما، ثمّ تندلع حرب، ولا أحد منّا يكون مُتوقّعًا ما سيحدث في المنطقة.

وللأسف الشّديد، نحن منذ 18 شهرًا في حرب لم تتوقّف، وأصعب ما في الأمر أنّك تُخطّط فعلًا لمؤتمر كبير. يعني، أنت تتحدّث عن مؤتمر أريج في السنة الماضية، كان فيه 750 شخصًا على الأرض، وأكثر من 2000 شخص في الفضاء الافتراضي. ونحن في عام 2025، نتوقّع 1000 شخص حضوريًّا، 1000 شخص في عمّان، في الأردن، أي 1000 شخص سيسافرون من جميع الدول العربيّة ليجتمعوا في مكانٍ واحد، وهذا أمرٌ ليس سهلًا.

يمكننا أن نبدأ بالسؤال بشكل عام عن ملتقى أريج، وما الّذي يُميّزه عن غيره من المؤتمرات الصحفيّة في العالم العربي، إذا كان ممكنًا؟ انظر، نحن بدأنا المؤتمر قبل 18 سنة، وهذه السنة هي السنة الثامنة عشرة للمؤتمر، أي المؤتمر الثامن عشر، وربّما سأضع رابطًا في الدردشة، ولكن لا أعلم إذا كان سيصل إلى جميع المشاركين والحاضرين هنا معنا، فالمكتوب هنا أنّه يصل فقط إلى المضيف والمتحدّثين. إذا استطعت أن تتولّى ذلك، سأقوم بإرساله، ويكون ذلك جيّدًا.

مؤتمرنا هذا العام هو المؤتمر الثامن عشر، وموعده الثابت لا يتغيّر كلّ عام، وهو نهاية الأسبوع الأوّل من ديسمبر، من الخامس إلى السابع من ديسمبر، وهذه السنة سيكون في عمّان، في الأردن. مجلس إدارة أريج اختار هذا العام عنوان “نتحدّى” أو Rise to Challenge، لأنّنا فعلًا نشعر بأنّ التحدّيات أصبحت هائلة جدًّا، وتستدعي منّا أن نواجهها ونتحدّث عنها.

كانت هناك مؤتمرات إعلاميّة مهمّة في المنطقة العربيّة، ولكن للأسف، بعد الربيع العربي وتغيُّر المال السياسي في الخليج العربي، أصبح مؤتمر أريج هو المؤتمر الوحيد المختص بالإعلام المستقلّ في الوطن العربي. ونحن نُحبّ أن تظهر مؤتمرات أُخرى كثيرة، لأنّ ذلك يُخفّف العبء عنّا. كُنّا سابقًا مؤتمرًا للصحافة الاستقصائيّة فقط، ولكن مع إغلاق المؤتمرات المعنيّة بالإعلام، والتي تُوفّر فرصًا للإعلام المستقلّ، بدأت تأتينا طلبات كثيرة لتوسيع نطاق المؤتمر ليشمل الإعلام المستقلّ عمومًا في المنطقة، وهذا ما حصل منذ عام 2013 أو 2014 حتى الآن.

المؤتمر يُعقد سنويًّا، وهناك جزء منه رقمي، لأنّ لدينا كثيرًا من الزملاء الصحفيّين الاستقصائيّين ومدقّقي المعلومات لا يستطيعون السّفر أو الحضور وجهًا لوجه إطلاقًا. إمّا لأنّهم لا يملكون جوازات سفر، أو مُنعوا من الحصول عليها، أو لديهم منع سفر من دولهم، ولا يستطيعون السّفر بسبب مهنتهم، فهذه المهنة تمنعهم من مغادرة بلادهم والالتقاء بزملائهم. ولذلك، من الضروري أن نُتيح لهم فرصة، ولهذا السبب نُوفّر تسجيلًا رقميًّا ونُقيم فعاليات رقميّة.

الشيء الّذي سيتغيّر هذا العام هو أنّ الفعاليّات الرقميّة ستبدأ مُبكّرًا. سيكون لدينا ورش عمل رقميّة (Master Classes) اعتبارًا من شهر 9 (سبتمبر)، وربّما تمتدّ إلى أكتوبر ونوفمبر. ستكون لقاءات رقميّة موسّعة، وكل ورشة منها تستمر ثلاث ساعات أو أكثر، خصوصًا لأولئك الّذين لا يستطيعون السّفر أو الحضور. بعد ذلك، ستكون لدينا أيضًا لقاءات رقميّة خلال أيّام المؤتمر الثلاثة، ولكنّ هذه الأيّام ستكون مُخصّصة أكثر للتسجيل الحضوري.

وكما قال محمّد، نحن نحاول أيضًا التنسيق مع المحافظ في الأردن، في عمّان، لنتمكّن من توفير تأشيرات للصحفيّين والصحفيّات من الدول المقيّدة الوصول إلى الأردن. مثلًا، العراق، السودان، وغيرها من الدول، ينبغي أن نُباشر إجراءات التأشيرات في مرحلة مُبكّرة جدًّا. حتى لو كان الصحفي يحمل وثيقة لاجئ ويعيش في برلين مثلًا، لا بدّ أن يحصل على تأشيرة ليتمكّن من الدخول. لذلك، نقوم بتقديم هذه الأوراق مُبكّرًا، وغالبًا ما يستغرق ذلك شهرين على الأقلّ.

نحرص دائمًا على الحصول على التأشيرات في مرحلة مبكرة جدًا. حتى لو كان الصحفي يحمل وثيقة لجوء ويعيش في برلين، ألمانيا، لا بد له من الحصول على تأشيرة كي يتمكن من الدخول. لذلك، نقدم هذه الأوراق مبكرًا، وهذا الأمر يستغرق في بعض الأحيان شهرين على الأقل حتى تُنجز الترتيبات اللازمة. والحمد لله، تمكنا من ضمان مشاركة جميع الجنسيات العربية في ملتقى أريج بالأردن، وهذا يُحسب للأردن، لأننا على سبيل المثال، فكرنا ذات مرة بإقامة الملتقى في بيروت، لكن تبيّن أن الفلسطينيين من الضفة الغربية و”فلسطينيو الداخل” لا يمكنهم الحضور، ونحن نهتم بحضور “فلسطينيي الداخل” الذين يحملون جواز السفر الإسرائيلي، ومن الصعب جدًا الوصول إليهم.

ربما يكون ملتقى أريج هو المؤتمر الوحيد الذي يشارك فيه “فلسطينيو الداخل” ويقابلون زملاءهم من مصر والمغرب واليمن. على سبيل المثال، اليمن، العراق، السودان… في العام الماضي، استطعنا استقبال 75 زميلًا وزميلة من اليمن رغم الظروف الصعبة. ما أعجبني في موضوع ندوتكم يا أيمن هو أنه يطرح سؤالاً نادرًا ما يُناقش: ما فائدة هذه التجمعات واللقاءات؟ هل نحضر فقط لأننا اشتقنا لبعضنا؟ بالتأكيد لا، القضية أعمق من ذلك. الهدف هو التفكير المشترك والتخطيط لمشاريع تمتد على مدار العام.

طوال السنة، تُنظَّم نشاطاتنا بشكل افتراضي. نُنجز تحقيقات استقصائية مع صحفيين على الأرض عن بُعد. الصحفي قد يكون في طرابلس بليبيا ويعمل معنا، والمشرف عليه قد يكون في القاهرة. العمل يتم عن بُعد، ولكن التدريب أحيانًا يكون أفضل عند إجرائه حضوريًا. اللقاءات الوجاهية ثبت عبر الزمن – وخصوصًا بعد جائحة كورونا – أنها أكثر فاعلية من حيث النقاش والتفاعل. ولهذا السبب، نهتم بفتح المؤتمر ليس فقط للصحفيين الاستقصائيين ومدققي المعلومات، بل أيضًا للمحامين العاملين في مجال الإعلام، ولأساتذة الجامعات الذين يُدرّسون الإعلام، بل وأيضًا للأكاديميين المهتمين بالمجتمع الأريجي الذي يضم مزيجًا من الصحفيين، الصحفيات، مدققي المعلومات، المحامين والمحاميات، والداعمين للإعلام المستقل.

هذا المجتمع بات نقطة جذب للعديد من الفئات التي ترغب في التشبيك معه، سواء من خلفيات تكنولوجية، أو ذكاء اصطناعي، أو حقوق إنسانية ورقمية. فالمؤتمر يجمع أشخاصًا من العراق إلى المغرب. بدأنا التسجيل الحضوري في يوم حرية الصحافة العالمي في 3/5، ويمكن لأي شخص التسجيل بسهولة عبر الرابط المخصص. التسجيل الحضوري يتطلب دفع رسوم قدرها 190 دولار للتسجيل المبكر، وترتفع إلى 250 دولار لاحقًا. أما التسجيل الرقمي، فهو مجاني للجميع.

بالنسبة للذين لم يحضروا المؤتمر من قبل، يمكنهم الاطلاع على مضمون العام الماضي من خلال تقرير عام 2024. سأعرض الرابط الآن على الشاشة ليكون متاحًا للجميع، حيث يمكنهم مشاهدة الورشات التي عُقدت والجلسات التي أُقيمت.

هذا العام، أجرينا بعض التعديلات على نمط المنتدى بناءً على طلبات من المشاركين، وأيضًا بسبب الوضع المالي الذي أثّر على العديد من المؤسسات، ومنها أريج. لذا، ستُخصص الفترة الصباحية للورشات، وبعد الظهر ستكون الجلسات العامة والحوارات. الاجتماعات الخاصة (Private meetings) لا تزال مستمرة، حيث يعقد المشاركون اجتماعات لمناقشة قضايا محددة، مثل المصادر المفتوحة، أو صحافة البيانات، أو ورشات متخصصة.

في العام الماضي، كانت لدينا معارض مهمة جدًا؛ سعينا من خلالها لنقل الصحافة الاستقصائية إلى مساحات فنية (Art Installations). فمثلاً، عرضنا تحقيقات مشروع غزة الذي أجريناه بالتعاون مع Forbidden Stories في فرنسا، وPaper Trail في ألمانيا، وThe Guardian وBellingcat. نُشرت التحقيقات بخمس لغات: العربية، الإنجليزية، الفرنسية، الألمانية، والعبرية، وحُولت إلى أعمال فنية. السنة التي قبلها، عرضنا مشروعًا عن التغير المناخي بأسلوب فني لجذب جمهور جديد.

استضفنا أيضًا فيلمًا بنظام 360 درجة من إنتاج زملاء عملوا على موضوع غزة، وكان ناجحًا جدًا. أحد الكارتونيين الإيطاليين رسم صورًا للشهداء الصحفيين الفلسطينيين. للأسف، استفقنا صباحًا على خبر استشهاد الصحفي حسن صليع، الذي قُصف بطائرة مسيّرة داخل مستشفى ناصر. وصل عدد الصحفيين الفلسطينيين واللبنانيين الذين قُتلوا منذ بداية الحرب إلى أكثر من 210، وقد تم توثيقهم من خلال هذا العمل الفني.

أريج أيضًا تستضيف جائزة لأفضل التحقيقات الاستقصائية باللغة العربية. هذا العام هو العام السادس عشر للجائزة. الجائزة مفتوحة للجميع، ولا يُشترط أن يكون التحقيق قد نُفّذ بالتعاون مع أريج. هناك ثلاث جوائز: الذهبية، الفضية، والبرونزية. وأضفنا هذا العام جائزة لأفضل تحقيق حول قضايا التضليل.

لجنة التحكيم مستقلة تمامًا عن أريج، وتضم شخصيات بارزة من العالم العربي. من بينها الدكتورة نادية الثقاف، أول وزيرة إعلام في اليمن؛ الدكتور نوار التميمي من فلسطين؛ الصحفية نزيهة سعيد من البحرين؛ الصحفية رشا فائق من سوريا؛ والصحفي أحمد عبادة من المغرب.

من الأمور المميزة في ملتقى أريج وجود جلسات لعرض الأفكار الأولية للتحقيقات، تُسمى “Pitching Clinics”، حيث يمكن للصحفي مناقشة فكرته مع مشرف أو محرر للحصول على رأي وتوجيه. العديد من التحقيقات بدأت فكرتها في الملتقى وتم تطويرها لاحقًا.

على سبيل المثال، تحقيق من ليبيا بدأ بفكرة في الملتقى، وبعد تطويرها تم تنفيذه، وأدى إلى صدور قرار بمنع الصيد البري والرماية. تحقيق آخر عن أمازون انطلق من نقاش بين زميلتنا هدى عثمان وزميل من واشنطن بوست. مشروع غزة بدأ أيضًا من نقاشات خلال الملتقى، وجمع مؤسسات كبرى مثل Guardian وForbidden Stories وBellingcat.

في السنوات الخمس الماضية، نُشر أكثر من 250 تحقيقًا. وعلى مدى العشرين عامًا الماضية، تجاوز عدد التحقيقات المنشورة الألف. نحتفل دائمًا بالتحقيق رقم 1000. في الملتقى الأخير، كان معنا الصحفي محمد نجم من اليمن، وقدم تحقيقًا عن استغلال روسيا للمزارعين اليمنيين.

نحن في أريج فريق صغير لا يتجاوز 30 شخصًا، ونقوم بتنظيم الملتقى بالكامل. ورغم التحديات، نستمر لأننا نؤمن بأهمية هذا اللقاء السنوي. في كل مرة نقول: هل نوقف الملتقى؟ لكننا نتلقى دائمًا ردودًا من المشاركين تؤكد أنهم يستفيدون منه كثيرًا. لذلك نستمر.

وأؤكد في النهاية أن هذه الفعالية تُعد فرصة ثمينة للصحفيين المستقلين، خاصة الاستقصائيين، للتشبيك، والتدريب، وتبادل الخبرات، وتطوير أفكار جديدة.

الملتقيات الحقوقية كمنصات للتواصل الدولي والتأثير في السياسات، الاستاذة مروة فطافطة مديرة السياسات والمدافعة في مؤسسة أكسس ناو

كيف تلعب المؤتمرات الحقوقية العالمية دورًا في التأثير على السياسات العامة والتشبيك بين مختلف الفاعلين الحقوقيين؟ سيتم مناقشة تجربة رايتس كون كنموذج لمؤتمر عالمي يجمع نشطاء وخبراء من مختلف أنحاء العالم لمناقشة التحديات المتعلقة بحقوق الإنسان.

معنا في هذا المحور الأستاذة مروة فطافطة

هي باحثة وناشطة فلسطينية في مجال الحقوق الرقمية وحرية الإنترنت، وتشغل حالياً منصب مديرة السياسات والمدافعة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مؤسسة أكسس ناو. تقود مروة جهود المنظمة في رصد وتوثيق الانتهاكات الرقمية، والتصدي للمراقبة الجماعية، والدفاع عن حرية التعبير على الإنترنت في المنطقة. تتميز بخبرتها الواسعة في السياسات الرقمية، وتركز في عملها على حماية المساحات الرقمية للمجتمع المدني والنشطاء والصحفيين، وخاصة في السياقات التي تشهد انتهاكات لحقوق الإنسان.

أكسس ناو: هي منظمة دولية غير ربحية تُعنى بالدفاع عن الحقوق الرقمية للأفراد والمجتمعات حول العالم. توفر المنظمة الدعم التقني، والمناصرة القانونية، وتحليل السياسات العامة، كما تنظم مؤتمر رايتس كون السنوي، الذي يُعد أحد أهم المنصات العالمية للنقاش حول تقاطع التكنولوجيا وحقوق الإنسان. تهدف أكسس ناو إلى تمكين المستخدمين من ممارسة حقوقهم في الفضاء الرقمي، وتعمل على مساءلة الحكومات والشركات عن ممارساتها الرقمية.

شكرًا جزيلًا على الاستضافة، وأعتذر مجددًا عن هذا الالتباس في التوقيت – ربما هذه أول مرة يحدث فيها معي شيء كهذا، وكما يُقال: “هناك دائمًا مرة أولى!”

بالنسبة لمؤتمر رايتس كون، يمكنني القول إنه يُعتبر من أكبر المؤتمرات المتخصصة في تقاطع حقوق الإنسان والتكنولوجيا. بدأ عام 2011 في سان فرانسيسكو، في منطقة سيليكون فالي، وهي مقر أبرز شركات التكنولوجيا العالمية.

لست متأكدة إن كنتِ قد حضرتِ المؤتمر حينها؟ 2011 أو 2012؟ على كل حال، بدأ المؤتمر في تلك الفترة، ثم تطوّر وامتدّ ليشمل مناطق أخرى.

كانت الفكرة الأساسية للمؤتمر منذ بدايته هي توفير مساحة لقاء تجمع جميع الفاعلين في هذا المجال: منظمات المجتمع المدني، المدونين، النشطاء، الصحفيين، الحكومات، صناع القرار، وبالطبع شركات التكنولوجيا.

منذ انطلاقته، يُعقد المؤتمر سنويًا في بلدان ومناطق مختلفة حول العالم، بهدف إيصال هذه المساحة إلى المجتمعات المحلية. لذلك، فإن إحدى القيم الجوهرية لرايتس كون هي أن يكون قريبًا من المجتمعات، خصوصًا “المجتمعات القاعدية” (Grassroots)، ويخلق مساحات للتشبيك بين النشطاء المحليين وشركات التكنولوجيا وصانعي القرار.

فنحن نتحدث عن قطاع تكنولوجي متمركز أساسًا في الولايات المتحدة، وتحديدًا في وادي السيليكون، ولذلك من المهم جدًا أن تسمع هذه الشركات مباشرةً من المجتمعات التي تتأثر بسياساتها ومنتجاتها.

وكما ذكرت، يُعقد المؤتمر كل سنة في منطقة مختلفة: هذا العام (2025) أقيم في شهر فبراير في تايبيه، وقبله كان في كوستاريكا عام 2023، وفي سنوات جائحة كورونا (2020، 2021، 2022) أُقيم افتراضيًا. أما في عام 2019، فقد أقيم في تونس، وكان أول مؤتمر يُنظَّم في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وكان خطوة مهمّة جدًا.

سؤال: كيف ترين المشاركة العربية في هذه المؤتمرات؟ وما أهمية تعزيز التمثيل الإقليمي، خصوصًا في منطقتنا؟

سؤال مهم جدًا، وصراحةً محرج أيضًا في الوقت ذاته، لأننا للأسف نشهد تمثيلًا ضعيفًا للمنطقة العربية في المؤتمر.

المؤتمر يستقطب آلاف المشاركين سنويًا. على سبيل المثال، في نسخة كوستاريكا عام 2023، شارك أكثر من 8000 شخص. الغالبية العظمى من المشاركين ينتمون لما يُعرف بـ “الغالبية العالمية” (Global Majority)، ولكن المنطقة العربية أو منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تُعد من أقل المناطق تمثيلًا في المؤتمر منذ عام 2011 وحتى اليوم.

ويليها من حيث ضعف التمثيل قارة أفريقيا، لكن مع فارق كبير، لأن الحضور الأفريقي نشِط ومتزايد. وكذلك الحال بالنسبة لأمريكا اللاتينية. أما منطقتنا، فيؤسفني القول إن المشاركة فيها ما زالت محدودة جدًا من حيث عدد الجنسيات والجهات الممثَّلة.

وهذا السؤال يُطرح علينا كل عام، ونحن – كفريق – نفكّر داخليًا: كيف يمكننا زيادة المشاركة من منطقتنا؟ ربما السبب في ذلك أن مجتمع “الحقوق الرقمية” في منطقتنا ما يزال صغيرًا نسبيًا، أو لا يزال في طور التكوين، مقارنةً بمناطق أخرى.

أنا ونجم كثيرًا ما نتحدّث في هذا الموضوع ونُحاول أيضًا أن نفكّر بشكل عملي في كيف يمكن أن نُكبّر هذه المساحة، ونزيد عدد الأشخاص الفاعلين في هذه الجماعة. كذلك نُوطّد العلاقات مع قطاعات مختلفة من المجتمع المدني. فمجرد حدوث هذا اللقاء، مثلًا أيمن، كان بالنسبة إليّ مبادرة مهمة على هذا الصعيد.

فدائمًا نحن بصدد التفكير بشكل فعليّ في كيف يمكن أن نُوسّع نطاق المشاركة من المنطقة العربية. ونُحاول أن نتواصل مع منظمات ليست بالضرورة فاعلة في الجماعة. وفي الوقت ذاته لدينا صندوق الجماعة، وهو صغير نسبيًّا مقارنة بحجم الأشخاص الذين يُشاركون في المؤتمر.

لكننا نُحاول أن نُوفّر الدعم للأشخاص الذين لا يملكون إمكانيات مادية أو المؤسسات التي لا تملك إمكانيات مادية لتأمين رحلة لهم إلى الفعالية، خاصةً إذا كانت في منطقة بعيدة عن منطقتنا مثل كوستاريكا أو تايبيه. فنُحاول أن نُقدّم مساعدة مادية. أو للأشخاص الذين يرغبون بالمشاركة عبر الإنترنت ويواجهون مشكلات في الاتصال، يمكن أيضًا أن يُقدّم صندوق الجماعة دعمًا بهذا الخصوص.

ولكنه سؤال دائم يتم طرحه كل عام ونُحاول أن نفكر معًا في كيف نزيد المشاركة. فإذا كان لدى أحد أفكار، فأنا بصراحة أحب أن أستمع إليها. إن شاء الله سنشارك رابطكم فور فتح باب التسجيل للمؤتمر القادم، وسنوضح الأمور التي يمكننا تقديمها، ولكن إذا كان لأي شخص مشاركة عن طريقة المشاركة، فيمكنه إرسالها.

شكرًا على هذه الإجابة. الآن عرفنا طبيعة المشاركة والتحديات التي تواجه المشاركين العرب بشكل عام. هل يمكن أن تُشاركينا أمثلة ملموسة على تغيّرات سياسية أو مبادرات حقوقية انطلقت من خلال رايتس كون؟ بالتأكيد، وهذا تقريبًا هو أجمل شيء في رايتس كون.

فالكثير من التحالفات انطلقت من رايتس كون، أو التزامات علنية قدّمتها الحكومات أو مثلًا الأمم المتحدة. أيضًا من خلال رايتس كون، تمكّنت مؤسسات من مشاركة تقاريرها أو جمع ملاحظات حول تقنيات معينة. أكبر مثال يتبادر إلى ذهني هو ما حدث في عام 2018 في رايتس كون تورنتو.

أكسس ناو، بالشراكة مع عدد من مؤسسات المجتمع المدني، أطلقوا ما يُعرف بإعلان تورنتو. هذا كان أول إعلان يختص بتنظيم الذكاء الاصطناعي وفق معايير حقوق الإنسان. حينها كان الحديث عن الذكاء الاصطناعي محصورًا في إطار الشركات والتزاماتها الأخلاقية، أو ما يُعرف بالأُطر الأخلاقية. من خلال رايتس كون تم إصدار هذا الإعلان، وكان من الخطوات المؤسسة لفكرة ضرورة إدراج أجندة حقوق الإنسان في عملية تطوير واستخدام الذكاء الاصطناعي في مجالات متعددة. هذا مثال يمكنني ذكره.

مثال آخر من عام 2019، إذ يُطلق المقررون الخاصّون في الأمم المتحدة في مفوضية حقوق الإنسان سنويًا بيانًا يُحذر من مخاطر التقنيات الحديثة. كما انطلقت عدة تحالفات محلية أو إقليمية من رايتس كون، مثلًا في عام 2020 أطلقنا بالتعاون مع مركز الخليج لحقوق الإنسان أول تحالف مختص بمكافحة انتشار واستخدام برمجيات التجسس والمراقبة في المنطقة. وهناك أمثلة كثيرة أخرى على الصعيد المحلي أو الإقليمي أو الدولي.

تحدّثنا عن تونس وتورنتو، وكذلك كوستاريكا وتايوان. ماذا عن عام 2026؟ أعلم أنه سيكون في أفريقيا. ما الذي سيكون مميزًا في النسخة القادمة؟ وهل يمكن أن تُشاركي المستمعين بروابط التسجيل والشروط والموضوعات المقترحة؟ وكذلك التطوّع لمن يرغب بالمشاركة في نسخة 2026 إن شاء الله.

حتى الآن، يمكنني أن أقول إن رايتس كون العام القادم سيكون في أفريقيا بإذن الله. وذلك بهدف تعزيز التنوع الجغرافي، فلا يكون رايتس كون حكرًا على دولة أو فئة معينة. لم نُحدّد الدولة بعد، فهناك اعتبارات مهمة لنا مثل سهولة الوصول والحصول على التأشيرات، لأننا نعلم أن أبناء منطقتنا يحتاجون إلى تأشيرة حتى لتحريك سنتيمتر واحد! لذا مهم جدًا أن تُقدّم الدولة المستضيفة ضمانات لتسهيل الحصول على التأشيرات. للأسف، في كوستاريكا تغيّرت الحكومة وفُقدت كل الضمانات التي حصلنا عليها، ففشلت مجموعة من الأشخاص، من بينهم حتى موظفون من أكسس ناو، في الحصول على التأشيرة.

بالنسبة للمسارات، لدينا 19 مسارًا تقريبًا، مثل حرية التعبير، إدارة المحتوى، الذكاء الاصطناعي، الدفاع عن المجتمع المدني، وغيرها. كل مسار له رؤساء مشاركون من داخل وخارج المؤسسة. والمهم في تقييم أي مقترح جلسة هو أن يكون المُقدّم صاحب تجربة حقيقية (خبرة معيشة)، وأن يتحدث من واقع وليس من تنظير. نحاول بقدر الإمكان ألّا نرى أشخاصًا يتحدّثون عن قضايا منطقتنا دون وجود تمثيل فعلي من أبناء المنطقة أنفسهم. أيضًا نحافظ على التنوع الجندري، فحوالي 60% من المشاركين في رايتس كون هنّ نساء. لم نفتح باب التسجيل بعد، ولكن فور اتخاذ قرار حول الدولة المستضيفة سيتم الإعلان وفتح باب التقديم.

لا يزال هناك وقت. نعم، بالتأكيد، معنا سنة كاملة، وإن شاء الله تكونوا موفقين. وكما تحدثنا، سنشارك كل ما يخص المؤتمرات واللقاءات على صفحاتنا في شبكات التواصل الاجتماعي. وأودّ أن أذكر أنه في تايوان قدّمتم دعمًا رائعًا. تم تجهيز الخطاب والمعلومات المطلوبة للسفارة من قبلكم، وكانت الأوراق جاهزة، ونحن فقط قدّمناها، ولم نفعل شيئًا آخر. الموضوع كان سهلًا جدًا. أقول لكم بصدق: كفريق، قمتم بعمل منظم جدًا. أخذت الملف وذهبت به إلى السفارة. لم أفعل شيئًا. التأشيرة صدرت بسهولة. أشكركم على هذه السلاسة.

أكثر ما يُسعدني هو هذا الأمر. إن شاء الله العام القادم في أفريقيا، أنتم تعرفون عملكم ومنظمون كالعادة. بالنسبة لرايتس كون، أشكرك على تغطية هذه الفقرة. هل تُحبين إضافة أي شيء قبل اختتام حديثك؟ الوقت لك.

أحب أن أقول إن رايتس كون ليس فقط مساحة للمختصين، بل أيضًا لمن يريد أن يتعلّم ويعرف أكثر عن قضايا الحقوق الرقمية. أرى رايتس كون مساحة مهمة وملهمة، لكي يكون الإنسان حاضرًا ويتعلّم ويستمع. إنها مساحة مهمة جدًا للتشبيك. إذا كنتَ مؤسسة محلية وتريد أن تتواصل مع مؤسسات من دول أخرى بخصوص نفس القضية، أو مع منظمات دولية، أو حتى مع الشركات مباشرةً، دون حواجز، فهي فرصة لعرض قضيتك المحلية على المستوى الدولي.

برأيي، رايتس كون مساحة حقيقية دون مبالغة. لا أروّج للحدث، ولكن فعليًا كان مهمًا من حيث التشبيك والوصول إلى صناع القرار أو الشركات، وطرح قضايا تمسّ حياتنا اليومية. كما قال زميلي محمد نجم، القضايا التي نحاول الآن معالجتها تمسّنا جميعًا، ولا تتطلّب خبرة تقنية للمشاركة فيها. وأتمنى من خلال هذا الحدث وغيره، أن نُوسّع مرة أخرى نطاق المشاركة من المنطقة، وأن ترى مؤسسات المجتمع المدني في رايتس كون مساحة مهمة وملهمة لها. كذلك على صعيد جمع التمويل، فرصة للقاء بالجهات المانحة والتشبيك معهم.

رائع جدًا جدًا. أظن أننا هكذا غطّينا المحاور الثلاثة: تحدّثنا عن خبز ونت، وأكسس ناو، وتحدّثنا عن مؤسسة أريج وملتقى أريج، وتحدّثنا عن رايتس كون وأكسس ناو. هل هناك ما نُضيفه قبل أن نُتيح المجال للمشاركين لطرح الأسئلة كتابة أو شفهيًّا؟

الحمد لله، قبل حضور مروة قلنا إننا الأربعة كنّا في رايتس كون، وأن النقاشات التي تحدث هناك تُلهم، وقلت إن من أهم الفوائد أن يشعر الإنسان أنه ليس وحيدًا. فغالبًا يشعر الواحد أنه وحيد في طريقة تفكيره، في التحديات، ويظن أنه مجنون يعيش في جزيرة. لكن عندما تذهب إلى رايتس كون وترى آلاف الأشخاص من مختلف القارات يفكرون بالطريقة ذاتها، تشعر أنك طبيعي، وأن هذه المشكلات يواجهها آخرون أيضًا، وأن هناك حلولًا، وأننا قادرون على الاستمرار. وأظن أن هذا له أثر نفسي كبير إلى جانب الفائدة العملية.

أعود من هناك وأنا أكتب أفكارًا وأفكارًا في الطائرة. أحيانًا يخاف الفريق من كثرة الأفكار التي أعود بها، ولكن الهدف منها أننا نحاول أن نُنتج شيئًا جديدًا مما نُفكّر فيه معًا. وقد التقيت بكم أنتم الثلاثة مرة واحدة، وقلت لا بد أن نتحدّث عن المؤتمرات التي نحضرها، كي يرى الناس أن لهذه اللقاءات فوائد فعلية وتشابكًا حقيقيًّا. لقد تحدّثنا قبل حوالي ثلاثة أشهر عن المواضيع والبرامج التي نُحضّرها، وكانت مروة أيضًا ضيفة في بانل في أريج. ورأت بنفسها كيف تُعزّز المؤتمرات التشبيك.

من المهم وجود مؤتمرات محلّية ووطنية وإقليمية وعالمية. فالمؤتمر العالمي لا يُغني عن الإقليمي. مثلًا، مؤتمر لليمن وحده مهم جدًا، ويجب أن يُشارك اليمنيون إقليميًا ودوليًا. أظن أننا في منطقتنا أقلّ من يُمارس الضغط الدولي، وهذا خطأ كبير. يجب أن يكون الحضور العربي أوسع في المحافل الدولية.

وأحب أن أُكمل على فكرة روان: نحاول بقدر الإمكان ألّا تنتهي النقاشات التي تحدث في رايتس كون بانتهاء المؤتمر، بل أن تستمر، ونفكّر معًا. نجم يعلم، مثلًا، أن هناك تشبيكًا دائمًا بين فريق رايتس كون وفريق خبز ونت، على أساس أن الدولة لا تُغني عن المحلي، وفي نفس الوقت تكون هناك مساحات للمشاركة المستمرة. فالمشارك في رايتس كون يُمكن أن يُشارك في خبز ونت أو أريج، ويشعر أن النقاش لا يعود إلى نقطة الصفر كل مرة، بل هناك تقدّم واستمرارية، وهذا شيء مهم جدًا، خاصةً في ظل الظروف الصعبة، والإمكانيات المحدودة، والوقت والجهد المحدودَيْن. لذا يجب استغلال هذه المساحات بأفضل طريقة.

هل هناك أي شخص يُحب أن يُضيف شيئًا قبل أن نُعطي المجال للمشاركين؟ ممتاز. إذا كان لدى أحد المشاركين أي سؤال لأي من المتحدّثين الثلاثة، أو عن أي من اللقاءات التي تمّ الحديث عنها خلال جلستنا اليوم، يمكنه رفع اليد أو كتابة السؤال في خانة المحادثة، وسيتولّى أحد المتحدّثين الإجابة عليه.

وقد تمّ مشاركة روابط اللقاءات عبر خانة المحادثة، وكما ذكرنا، أريج حاليًّا تستقبل الطلبات إما للمشاركة أو للجائزة المتاحة. كذلك خلال هذه السنة، سيتم فتح باب المشاركة في خبز ونت في لبنان (شهر أكتوبر) حضورياً، وإن شاء الله في عام 2026 ستكون هناك معلومات أكثر عن رايتس كون والدولة المستضيفة وآلية التسجيل والتقديم.

طبعًا، رايتس كون يوفّر المشاركة الحضورية، والافتراضية عبر الإنترنت، وأيضًا فرص التطوع للراغبين. يمكن المشاركة كمُتحدث، أو كمشارك عادي لمتابعة الجلسات. هذا ما أذكره عن رايتس كون، صحيح؟
نعم، صحيح. ممتاز جدًا جدًا.

بهذا تنتهي مداخلات المتحدثين خلال هذه الندوة، للاستماع الى الندوة كاملة ومداخلات المشاركين من خلال الرابط التالي:

ندوات الكترونية ذات صلة