عقد من بناء القدرات وتعزيز العمل الحقوقي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
احتفل برنامج التكتيكات الجديدة في حقوق الإنسان بإنجاز مهم بتنظيم التدريب الإقليمي العاشر للمدربين، الذي عُقد في الفترة من 7-12 ديسمبر 2024 في عمان، الأردن. جمع هذا الحدث البارز 21 مشاركًا يمثلون 20 منظمة من مختلف أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مما يعكس التزام البرنامج المستمر بتمكين المدافعين عن حقوق الإنسان وتعزيز التعاون الإقليمي.
تجربتي الشخصية مع التدريب
بصفتي مدربة شاركت في الدورات التدريبية الإقليمية السادسة والسابعة والثامنة والتاسعة، وأحدثها الدورة التدريبية العاشرة، كانت هذه التجربة ذات أهمية شخصية عميقة بالنسبة لي. مع استمرار الأزمات في غزة والسودان ولبنان، التي ألقت بظلالها الثقيلة على المنطقة، بدأت التدريب بتوجس، خشية تأثير هذه الأزمات على مشاركة المشاركين وحماسهم للدفاع عن حقوق الإنسان. ومع ذلك، تلاشت تلك المخاوف بسرعة عندما أظهر المشاركون التزامًا لا يتزعزع ومرونة.
تحويل الشك إلى تمكين: قوة المدافعة عن حقوق الإنسان
في بداية التدريب، كان هناك شعور بالشك – أو حالة من الشك الصامت حول إمكانية تحقيق تغيير ملموس في وسط الظروف الصعبة. ومع تقدم الرحلة، بدأ هذا الشك يتلاشى تدريجيًا ليحل محله شعور متجدد بالقوة والتمكين الجماعي. إن التزام المشاركين وشغفهم وإيمانهم بقوة المدافعة عن حقوق الإنسان عمل على تأكيد بأن المدافعين عن حقوق الإنسان، حتى في أحلك الأوقات، يظلّون قوة دافعة للتغيير الإيجابي. وتظل هذه الرحلة من الاكتشاف الذاتي والتعلم المشترك شهادة على شجاعة وتصميم أولئك الذين يقاتلون من أجل العدالة في المنطقة.
عقد من تعزيز قدرات منظمات المجتمع المدني في المنطقة
على مدار العقد الماضي، أصبح التدريب الإقليمي للمدربين حجر الأساس في جهود برنامج التكتيكات الجديدة في حقوق الإنسان الرامية إلى تعزيز قدرات منظمات المجتمع المدني في المنطقة. حيث يوفر البرنامج مساحة آمنة وشاملة للنشطاء من خلفيات متنوعة لتبادل الخبرات وبناء المهارات وتصميم حملات مناصرة فعّالة باستخدام منهجية الخطوات الخمس. تمكّن هذه المنهجية التشاركية المشاركين من معالجة تحديات حقوق الإنسان بشكل استراتيجي في مجتمعاتهم، مما يعزز العمل الجماعي والأثر المستدام.
توسيع نطاق البرنامج: عقد من التدريبات الإقليمية
منذ انطلاق البرنامج، تم تنفيذ عشرة تدريبات إقليمية استهدفت أكثر من 200 مدافع ومدافعة عن حقوق الإنسان من 18 دولة. حيث لعبت هذه التدريبات دورًا محوريًا في تعزيز قدرة المشاركين على تنظيم وتخطيط وتنفيذ حملات مناصرة تتناول مجموعة واسعة من القضايا، بما في ذلك حقوق المرأة، حرية التعبير، حقوق اللاجئين، والعدالة البيئية. كان التزام البرنامج بـالتنوع والشمولية جزءًا أساسيًا من نجاحه، حيث يحرص على ضمان تمثيل الأصوات المهمشة وإيصالها.
التغلب على التحديات: تأثير الأزمات على المشاركة
رغم التحديات السياسية والإنسانية التي أثرت على المنطقة، حرص برنامج التكتيكات الجديدة في حقوق الإنسان على توفير فرص تدريب عادلة. في السنوات الأخيرة، تم تسهيل مشاركة نشطاء سوريين مقيمين في الخارج لضمان استمرار تمثيل الأصوات السورية. ومع ذلك، حالت الأزمات المستمرة في غزّة والسودان دون مشاركة بعض المشاركين هذا العام، مما يعكس الواقع الصعب الذي يواجهه العديد من المدافعين عن حقوق الإنسان. تؤكد جهود البرنامج المستمرة في الحفاظ على التواصل مع المشاركين السابقين التزامه الدائم بدعم النشطاء في مواجهة التحديات.
أكثر من تدريب: الإرشاد، المنح، والدعم المستمر
تكمن أهمية نهج التكتيكات الجديدة في حقوق الإنسان ليس فقط في المحتوى التدريبي، ولكن أيضًا في آليات المتابعة الشاملة. من خلال تقديم توجيه وإرشاد مستمر ومنح لدعم الحملات الواعدة، حيث يضمن البرنامج تزويد المشاركين بالمهارات اللازمة لتحويل أفكارهم إلى إجراءات ملموسة. يعزّز هذا النظام الشامل من تكوين شبكة إقليمية للمدافعين عن حقوق الإنسان تعمل معًا لتعزيز العدالة والمساواة والكرامة الإنسانية. من خلال سلسلة من الشهادات المصورة، شارك المشاركون السابقون كيف ساعدتهم منهجية البرنامج في تنظيم حملات فعالة وتعزيز أصواتهم.
شهادات المشاركين: تأثير حقيقي، تغيير حقيقي
أمّا عن مشاركي التدريب العاشر قالت مروة من الجزائر: “ساعدتني منهجية الخطوات الخمس في تنظيم حملات المناصرة بطريقة أكثر فعالية”، بينما أكد خليل من فلسطين: “رغم التحديات في منطقتنا، ساعدني هذا التدريب على استعادة الأمل بأن العمل الجماعي يمكن أن يحدث فرقًا حقيقيًا”.
إرث من العمل الجماعي والتضامن
مع احتفال برنامج التكتيكات الجديدة في حقوق الإنسان بهذه الذكرى العاشرة، يواصل البرنامج إلهام العمل الجماعي والتضامن في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. من خلال الاستثمار في قدرات المدافعين عن حقوق الإنسان، يجدد البرنامج إيمانه الراسخ بقوة المناصرة التعاونية لإحداث تغيير دائم.