رحلتي للتعلم خلال مؤتمر لازورد الدولي
50 fellows from Egypt, Greece and Jordan

Overview

أبريل 15, 2025

النقاط الرئيسية

  • عزز المؤتمر مهارات القيادة من خلال التواصل بين الثقافات والتعلم التعاوني.
  • مكنت زيارة المنظمات الشعبية المشاركين من ربط الحراك الإقليمي وجهود المدافعة.
  • أكد التبادل الثقافي على قيمة التنوع والعمل الجماعي من أجل التغيير الاجتماعي.
المشاركة المدنية , النشاط الشبابي

برنامج زمالة لازورد هو أحد البرامج التي تنفذها حاضنة الأعمال “mySTARTUP” التابعة لمنظمة “إنجاز“. يُعد هذا البرنامج فرصة مميزة للخريجين الجدد من مختلف أنحاء العالم الذين يسعون لإحداث فرق إيجابي في مجتمعاتهم. يُنفّذ البرنامج في كل من الأردن، مصر، تونس، واليونان، ويتم اختيار 12 شخصًا فقط من كل دولة سنويًا من خلال عملية اختيار تتكون من أربع مراحل. 

بناء العلاقات والتعلّم الجماعي

انطلقت تجربتي في مؤتمر لازورد الدولي 2024-2025 بعد انتظار طويل، وكانت تجربة لا تُنسى. التقيت خلاله بخمسين زميلًا وزميلة من مصر واليونان والأردن، وكان لهذا اللقاء أثر كبير. احتضنت مدينة أسوان المؤتمر بجمال طبيعتها ودفء ثقافتها النوبية التي شكّلت جزءًا لا يتجزأ من رحلتنا. عشنا تفاصيل موسيقاها، وتذوّقنا أطعمتها المميزة، وتعرّفنا على لهجتها وتقاليدها التراثية، فكانت أسوان أكثر من مجرد مكان، بل تجربة حيّة.

بدأنا رحلتنا بالتعارف وتبادل القصص، ما مهّد الطريق لعلاقات عميقة بيننا كدفعة واحدة. هذا التقارب خلق بيئة مثالية للنقاش والتعلّم الجماعي. تنوّعت جلسات المؤتمر بين موضوعات مختلفة مثل: القيادة الواعية وبناء عقلية تقديرية، وساعدتنا على إعادة النظر في تجاربنا الشخصية والمهنية، واكتساب أدوات عملية لكي نستخدمها في المستقبل. من أبرز ما تعلّمناه كان كيف نواجه التحديات بعقلية تقديرية ونظرة بنّاءة. طوّرنا كذلك مهارات مهمة مثل الاستماع النشط وأساليب التواصل الفعّال، مما عزز قدرتنا على العمل الجماعي وساهم في تحسين طرقنا في حل المشكلات بشكل مشترك. ومع كل جلسة، ازدادت روابطنا قوة، وتعمّق فهمنا للقيادة والنمو الذاتي، وعدنا جميعًا برؤى جديدة وشغف متجدد.

الأمسية الثقافية

The Cultural Night

أضفت الأمسية الثقافية طابعًا خاصًا على تجربة المؤتمر. قدّم الزملاء من الدول الثلاث، مصر واليونان والأردن عروضًا تعبّر عن تقاليدهم الغنية والمتنوعة. ارتدى الجميع أزياءهم التقليدية، وشاركوا هدايا تذكارية تمثّل ثقافاتهم وعاداتهم المتجذّرة. أتاحت هذه الأمسية فرصة للتعرّف على خلفيات وثقافات وعادات عريقة مختلفة، وأبرزت أهمية التبادل الثقافي والتقدير المتبادل عبر مجتمعات متنوّعة.

يوم المجتمع المحلي

أضاف يوم المجتمع المحلي بُعدًا مختلفًا لتجربتنا في المؤتمر. خصصنا هذا اليوم لزيارة ثلاث منظمات مجتمعية محلية: “جنوبية حرة“، و”SWA“، و”جمعية التعاون النسوي للحرف اليدوية وإنتاج التراث“. أتاحت لنا هذه الزيارات فرصة ثمينة للتواصل مع مبادرات تعمل بشكل مباشر مع الناس وتسعى لصناعة تغيير ملموس في مجتمعاتها.

ركّزت هذه المنظمات على تمكين النساء، خاصة في البيئات التي لا تزال تحكمها العادات والتقاليد الصارمة. تعرّفنا على نساء خضن معارك يومية من أجل أبسط حقوقهن، لكنهن لم يتوقفن عند المطالبة، بل سعين لتطوير قدراتهن، وتولّي أدوار قيادية، وتعزيز استقلاليتهن.

لامسني هذا اللقاء بشكل شخصي، خاصة حين تذكرت حملة المدافعة التي اقتُرحت مؤخرًا في تدريب JFE، والتي تسلّط الضوء على معاناة العاملات في الزراعة في غور المزرعة، حيث يعانين من تدني الأجور وغياب مقومات العيش الكريم. شعرت في تلك اللحظة أن قضايا منطقتنا، رغم اختلاف السياقات، متشابكة ومتقاربة.

غيّرت هذه الزيارات رؤيتي للعمل المجتمعي والنشاط الحقوقي. رأيت كيف تُصنع القوة من التحدي، وكيف تبني النساء في القرى مجتمعًا أكثر وعيًا وعدالة رغم كل العوائق. أكّد لي هذا اليوم أن التغيير الحقيقي يبدأ بخطوة، وأن العمل الجماعي قادر على إحداث أثر طويل الأمد.

في الختام

كان مؤتمر لازورد الدولي تجربة مليئة بالفرص للتعلم والنمو على الصعيدين الشخصي والمهني. عزز هذا الحدث الروابط بيننا كزملاء وفتح أمامنا آفاقًا جديدة للتعاون والتغيير. من خلال الحوارات والمناقشات المشتركة، اكتسبنا رؤى وأدوات عملية تساهم في تعزيز تأثيرنا المجتمعي وتعميق فهمنا للتحديات التي تواجه مجتمعاتنا.

لقد أكّد هذا المؤتمر على أهمية التعاون بين الثقافات المختلفة في إيجاد حلول فعّالة للتحديات العالمية. مع هذه التجربة، خرجت مليئة بالأمل والطموح لمواصلة العمل نحو أهدافنا المشتركة مع إشراك الآخرين في تحقيق التغيير المستدام.

وجهات نظر ذات صلة