كيف تبقى مطلعا وعلى دراية: إيجاد التوازن في عالم فوضوي
A pair of glasses sitting on top of newspapers

Overview

ديسمبر 31, 2024
بقلم شانتال بانجولا

النقاط الرئيسية

  • اختر مصادر الأخبار الموثوقة واستخدم وسائل التواصل الاجتماعي بشكل مقصود للبقاء على اطلاع دون أن تشعر بالإرهاق.
  • مارس الرعاية الذاتية من خلال وضع الحدود، وأخذ فترات راحة، وموازنة الأخبار الصعبة مع القصص المبهجة للحفاظ على الصحة والعافية.
الأمن والسلامة النفسية

كطالبةٍ تسعى لخلقِ التوازنِ بين الحياةِ الأكاديميةِ والحياةِ الاجتماعيةِ والشغفِ بالنشاطِ الاجتماعيِّ، فالاطلاعُ لتحقيقِ هذهِ المسألةِ أمرٌ ضروريٌّ ولكنهُ غيرُ سهلٍ. ففي كلِّ يومٍ، تظهرُ عناوينُ جديدةٌ: انتخاباتٌ تغيِّرُ موازينَ القوى، أو صراعاتٌ تؤثِّرُ على الملايينِ من البشرِ، أو احتجاجاتٌ من أجلِ التغييرِ، أو قراراتٌ سياسيةٌ تشكِّلُ المستقبلَ. فمواكبةُ الواقعِ المتسارعِ والقضايا الكثيرةِ التي تحدثُ في وقتٍ واحدٍ يُعدُّ أمرًا مرهقًا.

 وتأتي مواقعُ التواصلِ الاجتماعيِّ لتشكِّلَ تحديًا آخرَ، فبالوقتِ الذي تُعَدُّ فيهِ هذهِ المواقعُ مكانًا جيدًا للوصولِ إلى التحديثاتِ السريعةِ والتواصلِ معَ الغيرِ، لكنها أيضًا فوضويةٌ ومليئةٌ بالمعلوماتِ المضللةِ والمثيرةِ للجدلِ، ناهيكَ عنَ الآراءِ التي لا تنتهي. فتصفح هذا القدرِ الهائلِ منَ المحتوى قد يبدو وظيفةً بدوامٍ كاملٍ. فالبقاءُ على اطلاعٍ يتطلبُ في كثيرٍ منَ الأحيانِ اختيارَ ما يجبُ التركيزُ عليهِ وما يجبُ تجاهلُه، وهذا ما يصعِّبُ إحداثَ التوازنِ.

ولهذا كُلِّهِ، أردتُ أن أشاركَكُم بعضَ الاستراتيجياتِ العمليةِ التي وجدْتُها مفيدةً للبقاءِ على اطِّلاعٍ دونَ الشعورِ بالثِّقلِ. فإذا وجدتُم أنفسَكم يومًا في موقفٍ مشابهٍ لموقفي، ستُساعِدُكم هذهِ النَّصائحُ على البقاءِ مُتَّصِلينَ بالقضايا المُهمَّةِ معَ الحفاظِ على صفاءِ الأفكارِ.

الخطوة الأولى: نظّم مصادر أخبارك بعناية

جودةُ الأخبارِ أهمُّ من كميَّتِها؛ علينا التفكيرُ بعنايةٍ فيما نودُّ أن نبقى مطَّلعين عليه، والبحثُ عن مصادرَ تخدمُ اهتماماتِنا بطريقةٍ أفضل. فبدلًا من إغراقِ أنفسِنا بالعناوينِ العاجلةِ، ينبغي أن نُركِّزَ على المصادرِ الموثوقةِ التي تتميَّزُ بالدقةِ والوضوحِ والحياديةِ.

من بينِ المصادرِ التي أتابعُها بانتظام: “هيومن رايتس واتش” و”منظمة العفو الدولية” و”الجزيرة”، حيثُ تبقيني هذه المصادرُ على اطِّلاعٍ بأحدثِ التطوراتِ في مجالِ حقوقِ الإنسانِ العالميةِ، وتقدِّمُ طرحًا عميقًا للقضايا. بالإضافةِ إلى ذلك، أحرصُ على متابعةِ تغطيةِ الدولِ المختلفةِ لنفسِ القضايا لضمانِ التوازنِ في الفهمِ والتحليلِ.

الخطوة 2: استخدم وسائلَ التواصلِ الاجتماعيِّ كأداةٍ

قد تكون وسائلُ التواصلِ الاجتماعيِّ مرهقةً، لكنها أيضًا أداةٌ مفيدةٌ للوصولِ إلى التحديثاتِ السريعة، خاصةً في القضايا التي لا تحظى بتغطيةٍ إعلاميةٍ واسعة. لتحقيقِ أقصى استفادةٍ، يجبُ التفكيرُ في إيجابياتِ وسلبياتِ وسائلِ التواصلِ الاجتماعيِّ بالنسبةِ لنا.

بالنسبةِ لي، أجدُ الفائدةَ في أنها تُطلعُني على الملخَّصاتِ والفيديوهاتِ السريعةِ حولَ المواضيعِ التي تُهمُّني، بالإضافةِ إلى فرصةِ التواصلِ معَ حركاتِ المدافعةِ. ولتحقيقِ ذلك، أتابعُ عددًا منَ الحساباتِ، بدءًا منَ المنظماتِ الكبيرةِ مثل منظمة العفو الدولية، إلى الناشطينَ المحليينَ مثلَ بيسان عودة من غزة، وغريتا ثونبرغ في مجالِ العدالةِ المناخيةِ.

كما أستخدمُ وسومَ/هاشتاغاتِ تويتر مثل: #حقوق_الإنسان، حتى أجدَ ما أريدهُ منَ الأخبارِ. وبهذا كُلِّهِ، أبقى على اطِّلاعٍ دونَ الشعورِ بالثِّقلِ.

الخطوة الثالثة: الاشترك في النشرات الإخبارية لحقوق الإنسان

من الطرقِ السهلةِ للبقاءِ مطَّلعًا هي الاشتراكُ في نشراتِ أخبارِ حقوقِ الإنسانِ. فهذه النشراتُ ترسلُ الأخبارَ المهمةَ مباشرةً إلى البريدِ الإلكتروني، مما يُوفِّرُ الوقتَ ويُبقيكَ على اطلاعٍ دائمٍ دونَ الحاجةِ للبحثِ المستمرِّ.

تُقدِّم العديدُ منَ المنظماتِ التي ذكرتُها سابقًا، مثل هيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية، نشراتٍ بريديةً ممتازةً يُمكنُ الاشتراكُ بها. بالإضافةِ إلى ذلك، هناكَ نشراتٌ مثيرةٌ للاهتمامِ مثل ذا نيو هيومناتاريان، وشبكةُ تقاريرِ الأممِ المتحدةِ للمرأة، والتي تُعتبرُ مصادرَ رائعةً للبدءِ من خلالها لتحقيقِ أهدافِنا.

تغطِّي هذهِ النشراتُ كُلَّ الأخبارِ، بدءًا منَ التغيراتِ في السياساتِ إلى الحركاتِ الشعبيةِ في مختلفِ أنحاءِ العالمِ. وعادةً ما تكونُ هذهِ الأخبارُ مدروسةً بعنايةٍ، مما يُتيحُ لنا الحصولَ على معلوماتٍ موثوقةٍ دونَ عناءِ البحثِ المطوَّلِ. وباختيارِ عناوينَ محددةٍ منَ النشراتِ الرئيسيةِ، أستطيعُ البقاءَ متصلًا بالقضايا المهمةِ دونَ الشعورِ بحملٍ زائدٍ.

الخطوة 4: انضم إلى المجتمعات والمجموعات النقاشيّة عبر الإنترنت 

تُعدُّ المجتمعاتُ عبرَ الإنترنتِ وسيلةً أخرى فعَّالةً للبقاءِ على اطلاعٍ والتعلمِ منَ الآخرينِ. على منصاتٍ مثل Reddit، يشاركُ الناسُ الأخبارَ والتجاربَ والأفكارَ حولَ النشاطِ الاجتماعيِّ، مما يُوفرُ فرصةً فريدةً لاستكشافِ وجهاتِ نظرٍ مختلفةٍ.

كما أنَّ مجموعاتِ فيسبوك ولينكد إن تُعدُّ مكانًا جيدًا للنقاشِ حولَ العدالةِ الاجتماعيةِ والتنظيمِ. لكنْ، علينا دائمًا أن نتحققَ منْ صحةِ المعلوماتِ قبلَ قبولِها أو مشاركتِها.

إضافةً إلى ذلك، وباعتباري طالبةً، أجدُ أنَّ المجموعاتِ الجامعيةَ مفيدةٌ للغاية. أشاركُ في مجموعاتِ حقوقِ الإنسانِ حيثُ نعملُ على مشاريعَ مشتركةٍ ونناقشُ الأحداثَ الحاليةَ بعمقٍ.

علاوةً على ذلك، فإنَّ التطوعَ يُساعدني في البقاءِ مشاركةً في القضايا واكتسابِ وجهاتِ نظرٍ جديدةٍ منْ خلالِ التفاعلِ المباشرِ معَ المجتمعاتِ والتحدياتِ التي تواجهُها.

الخطوة 5: ممارسة الرعاية الذاتيّة أثناء البقاء مطّلعًا 

بينما أسعى لأن أظلَّ منخرطةً في القضايا المهمة، تعلمتُ أن التوازنَ ضروريٌّ. لذلك، أشجِّعُ على التفكيرِ في كيفيةِ الاعتناءِ بأنفسِنا في خضمِّ هذا كُلِّهِ. يمكن أن تكونَ الأخبارُ المستمرةُ مُستنزِفةً، ولهذا حدَّدتُ ساعاتٍ خاليةً منَ الأخبارِ لأبتعدَ عنِ العالمِ وأُعيدَ شحنَ طاقاتي الاستيعابيةِ.

أستمتعُ أيضًا بهواياتٍ لا تتطلبُ استخدامَ الشاشاتِ الرقميةِ، مثلَ القراءةِ أو قضاءِ الوقتِ في الهواءِ الطلقِ. وفي بعضِ الأحيانِ، أبحثُ عنْ قصصِ النجاحِ لأُخفِّفَ عنْ نفسي وقعَ الأخبارِ الصعبةِ، مما يُساعدُني على الحفاظِ على نظرةٍ متفائلةٍ للحياةِ. الأهمُّ منْ ذلك أنني أُذكِّرُ نفسي أنَّه لا بأسَ في التراجعِ خطوةً للوراءِ. فالبقاءُ منخرطًا لا يعني أنْ تكونَ متصلًا طوالَ اليومِ؛ فعندما أقتطعُ وقتًا للاستراحةِ، أعودُ صافيةَ الذهنِ وبطاقةٍ أكبرَ.

البقاءُ على اطِّلاعٍ مهمٌّ، ولكنْ ليسَ على حسابِ صحَّتي النفسيةِ. منْ خلالِ تنظيمِ مصادرِ الأخبارِ، واستخدامِ وسائلِ التواصلِ الاجتماعيِّ بحكمةٍ، والانضمامِ إلى المجتمعاتِ عبرَ الإنترنتِ، والاعتناءِ بالنفسِ، وجدتُ طريقةً للبقاءِ منخرطةً دونَ الشعورِ بالإرهاقِ. آملُ أنْ تُساعدَ هذهِ النصائحُ الآخرينَ في إيجادِ توازنٍ بينَ البقاءِ على اتصالٍ بالقضايا المهمةِ والاعتناءِ بأنفسِهم.

وجهات نظر ذات صلة