الدوكسينغ: عندما تصبح الخصوصية قضية من قضايا حقوق الإنسان
الدوكسينغ: عندما تصبح الخصوصية قضية من قضايا حقوق الإنسان

Overview

نوفمبر 4, 2025

النقاط الرئيسية

  • نشر المعلومات الشخصية على الإنترنت دون إذن يعرض حياة الاشخاص وسلامتهم وكرامتهم للخطر.
  • قد يتعرّض ضحايا الدوكسينغ للمضايقة أو سرقة الهوية أو حتى التهديد الجسدي، فهو ليس مجرد مشكلة رقمية.
  • احموا أنفسكم من خلال تقليل مشاركة المعلومات الشخصية، واستخدام كلمات مرور قوية، ومراجعة إعدادات الخصوصية بانتظام.
العدالة والمصالحة , القانون , وسائل الإعلام , التكنولوجيا

ما هو الدوكسينغ؟

تخيّلوا أن يقوم أحد الأشخاص بالبحث عن معلوماتكم الشخصية على الإنترنت، مثل أسمائكم الكاملة، عناوينكم، أماكن دراستكم أو عملكم، أرقام هواتفكم، أو حتى تفاصيل عن عائلاتكم، ثم ينشرها علنًا دون إذن منكم.
هذا ما يُعرف باسم الدوكسينغ (Doxxing).

جاءت الكلمة من اختصار كلمة “Docs” أي “الوثائق”، لأنها تتعلق بكشف وثائق أو معلومات خاصة عن شخص ما على الإنترنت.
يمكن أن يحدث الدوكسينغ لأي شخص: ناشطين، طلاب، صحفيين، سياسيين، أو حتى أشخاص عاديين. وغالبًا ما يُستخدم بهدف إحراج أو تهديد أو إسكات شخص ما.

لماذا يُعد الدوكسينغ خطيرًا؟

قد يبدو الدوكسينغ تصرفًا رقميًا بسيطًا، لكنه قد يُسبب أضرارًا حقيقية على أرض الواقع. فعندما تُنشر تفاصيل خاصة عن شخص ما على الإنترنت، يمكن أن يتعرض للمضايقة أو التهديد أو سرقة الهوية أو حتى الخطر الجسدي.

من منظور حقوق الإنسان، يُعدّ الدوكسينغ انتهاكًا لعدة حقوق انسان أساسية، منها:

  1. الحق في الخصوصية: لكل إنسان الحق في حماية حياته ومعلوماته الخاصة.
  2. الحق في الأمان: كشف المعلومات قد يعرّض الأشخاص للخطر أو العنف.
  3. حرية التعبير: قد يتوقف الصحفيون أو النشطاء والمدافعون عن الحقوق عن الكلام والعمل خوفًا من الاستهداف.

يُستخدم الدوكسينغ أحيانًا كوسيلة لترهيب المدافعين عن حقوق الإنسان وإسكات أصواتهم، خاصة عندما ينتقدون أشخاصًا أو مؤسسات نافذة.

كيف يحدث الدوكسينغ؟

غالبًا ما يحدث الدوكسينغ عندما يقوم أحدهم بتجميع أجزاء صغيرة من المعلومات المنتشرة على الإنترنت وربطها ببعضها لكشف هوية الشخص.
قد يشمل ذلك:

  • البحث في المنشورات القديمة أو الحسابات العامة على وسائل التواصل الاجتماعي.
  • اختراق البريد الإلكتروني أو الرسائل الخاصة.
  • استخدام قواعد بيانات عامة أو معلومات تم تسريبها.
  • جمع بيانات من مواقع متعددة لبناء ملف شخصي متكامل.

في معظم الحالات، يعتمد الدوكسينغ على كمية المعلومات التي نشاركها نحن بأنفسنا عبر الإنترنت، لذا فإن الحرص فيما ننشره يمكن أن يقلل من خطر التعرض له بشكل كبير.

ماذا نفعل إذا تعرّضنا للدوكسينغ؟

إذا كنت أنت أو أي شخص تعرفه ضحية للدوكسينغ:

  1. حافظوا على هدوئكم واجمّعوا الأدلة (الاحتفاظ بلقطات شاشة وروابط).
  2. التبليغ من خلال المنصة أو الموقع لإزالة المحتوى المسيء.
  3. تغيّر كلمات المرور وتفعل ميزة التحقق بخطوتين.
  4. عدم الرد والتجاوب علنًا على المهاجم حتى لا تزيد الانتباه.
  5. طلب المساعدة من مختصين بالأمان الرقمي أو الجهات المعنية.

تذكروا: أنتم لستم وحدكم، وما حدث ليس خطأكم.

هل الدوكسينغ قانوني؟

الدوكسينغ يُعدّ انتهاكًا للخصوصية والأمان الشخصي. وفي العديد من الدول، يُعتبر شكلاً من أشكال الجرائم الإلكترونية أو المضايقات، خصوصًا عندما يؤدي إلى ضرر فعلي.
حتى في الأماكن التي لا توجد فيها قوانين واضحة بشأنه، فإن الدوكسينغ يتعارض مع مبادئ الأخلاق الرقمية وحقوق الإنسان التي تحمي كرامة الأفراد وأمنهم على الإنترنت.

يمكن تقليل خطر التعرض للدوكسينغ من خلال اتباع بعض العادات البسيطة مثل:

  • عدم مشاركة معلومات شخصية كثيرة على وسائل التواصل العامة.
  • استخدام كلمات مرور قوية ومختلفة لكل حساب.
  • جعل الحسابات خاصة قدر الإمكان.
  • التفكير جيدًا قبل النشر، واسأل نفسك: هل سأكون مرتاحًا لو بقي هذا المنشور عامًا إلى الأبد؟
  • مراجعة إعدادات الخصوصية في كل منصة بانتظام.

لماذا يُعدّ ذلك قضية حقوق إنسان؟

في العصر الرقمي، لم تعد الخصوصية خيارًا شخصيًا، بل أصبحت حقًا من حقوق الإنسان.
فعندما يحدث الدوكسينغ، لا يتعلق الأمر بفرد واحد فقط، بل بحرية الجميع في التفكير والتعبير والعيش دون خوف.

إن حماية الخصوصية الرقمية تُسهم في تعزيز الديمقراطية والأمان والمساواة.
ولكل شخص، سواء كان طالبًا أو صحفيًا أو ناشطًا، الحق في أن يشعر بالأمان عند استخدام الإنترنت وخارجه.

للمزيد من الإرشادات حول بناء مساحات رقمية أكثر أمانًا وحماية مجتمعاتكم الرقمية، يمكنكم قراءة مدونتنا ذات الصلة:

وجهات نظر ذات صلة