إيجاد منصات للشعب (تجمعات عامة لسماع وجهات النظر) حيث يمكن للمواطنين تحدي المسؤولين علناً بشأن الفرق بين الوعود والواقع

MKSS Public Meeting

يُنظم فريق (مازدور كيسان شاكتي سانغاتان) في الهند (MKSS) جلسات استماع عامة لفضح أعمال الفساد، كاختلاس الأموال المخصصة لمشاريع الإنماء، وذلك من خلال المقارنة بين سجلات الموظف والأحداث الحقيقية وتقارير سكان الريف الحاضرين.

ففي الهند كما هو الحال في بلدان عديدة أخرى يمكن للموظفين الفاسدين والنخبة القروية استغلال خطط التنمية لتحقيق مكاسب شخصية، مما يحول دون تحقيق أية فائدة للفقراء من وراء المشروع، مما يؤدي الى استدامة الفقر وعدم المساواة الاجتماعية بين هؤلاء.

ويحقق الناشطون في (MKSS) وسكان المنطقة في الادعاءات حول وقوع فساد في القرى والمناطق، وهو ما يحدث غالباً بمبادرة من قِبَل السكان المحليين الذين يشعرون بأنهم خدعوا أو تم استغلالهم. وتكون عملية الحصول على المعلومات المطلوبة في أغلب الأحوال، ورغم وجود تخويل قانوني بذلك، نضالاً تكتنفه عقبات عديدة. فإذا ما تم الحصول على تلك المعلومات فإنه يتم التحقق منها أكثر من مرة من خلال زيارات ميدانية للمواقع وإجراء مقابلات مع القرويين

ويعقب ذلك قيام (MKSS) بعقد جلسات استماع علنية يحضرها المئات من القرويين. ويدعو المنظمون الصحافة ومسؤولي الحكومة والمشتبه بارتكابهم للفساد للحضور. ويتولى ناشطو (MKSS)، وهم غالباً من سكان المنطقة، قراءة وشرح الوثائق الرسمية التي تزعم مثلاً أن مستوصفاً صحياً تم بناؤه في القرية، أو أن العُمّال المشاركين في مشروع إنشائي تلقوا مبلغاً معيناً كرشوة. ويجري بعد ذلك مقارنة الوثائق بالأحداث الفعلية. ويقدم الناشطون عرضاً بنتائج بحثهم فيما يدلي القرويون الحاضرون بشهاداتهم. وتستمر جلسات الاستماع لعدة ساعات فيما يقوم المنظمون بمراجعة مشروع تنموي أو واقعة فساد تلو أخرى. وقد جرى مؤخراً عقد جلسات استماع حول عمليات تتعلق بمستشفى محلي بالإضافة إلى النظام الصحي، وحول تفعيل خطط الأمن الغذائي ونظام التوزيع العام.

وفي الوقت الذي كان فيه التأثير على قضايا الشفافية والمساءلة درامياً، كانت التأثيرات الناجمة عن متابعة الإجراءات الرسمية مختلطة، حيث تم اعتقال عدد قليل من المسؤولين فيما بدأت تحقيقات الحكومة في التحرك إلى الإمام. ففي بعض القرى وافق المسؤولون المحليون الفاسدون، ممن حضروا جلسات الاستماع بمحض إرادتهم عندما تمت مواجهتهم بالأدلة، على التعاون مع سير التحقيق وحتى على إعادة الأموال المسروقة. وعلى أي حال فإنه يتعين على ناشطي (MKSS) متابعة جلسات الاستماع العامة من خلال الإثارة المستمرة والضغط لتأمين تفعيل إجراء رسمي.

 
 

لا يقر مشروع التكتيكات الجديدة في حقوق الإنسان أو يؤيد تكتيكات أو سياسات أو قضايا معينة.

 

ما هي الأمور التي نتعلمها من هذا التكتيك: 

في الهند يوجد فريق يعتبر الحكومة عرضة للمساءلة من خلال تنظيم جلسات استماع عامة حول النفقات العامة. ويثبت المنظمون أنه حتى مخصصات التمويل وهي عادة ما توصف بأنها موضوع تقني، يمكن أن تستقطب اهتمامات الجمهور.

إن من الأمور الضرورية لعمل منظمة (MKSS) هو حرية الوصول إلى السجلات الحكومية بما في ذلك سجلات النفقات العامة. وقد استخدمت (MKSS) سلسلة من التكتيكات لإقناع ولاية راجستان لسن قانون حق الحصول على المعلومة، حيث قامت المنظمة بتعبئة القرويين في عدة مقاطعات والقيام بعمليات اعتصام ودعاية حول الموضوع. ونتيجة لهذا تم استصدار قانون يجبر المسؤولين على توفير نسخ من الوثائق تتعلق بأي مجال من نشاطات الحكومة عند الطلب وبأسعار رمزية، بما في ذلك برامج التنمية والموارد والنفقات العامة. وقد أدى ذلك إلى إشعال فتيل حركة قومية للحصول على المعلومات أدت بدورها إلى إقرار قوانين مماثلة في ولايات عديدة أخرى، وإلى تقديم مشروع قانون حول حرية المعلومات في البرلمان القومي.