استخدام الاذاعة لمناقشة قضايا حقوق الإنسان

يستضيف هان دونغ فانغ من نشرة العمل الصينية (CLB) برنامجاً إذاعيا لمناقشة قضايا العمل في الصين، حقوق الإنسان والسياسات.

تأسست نشرة العمل الصينية (CLB) في عام 1994 كرسالة إخبارية شهرية باللغة الصينية والإنجليزية. دعمت النشرة النقابات العمالية المستقلة، التي تمولها في الغالب النقابات العمالية في الخارج وصندوق التضامن في هونغ كونغ قامت النشرة بترويج النقابات المستقلة وقدمت معلومات عن أنشطة اتحاد نقابات العمال في كافة انحاء الصين إضافة لمحاولات العمال للتنظيم خارج النقابات. أولاً، تم إرسال آلاف النسخ من النشرة الإخبارية كل شهر، ولكن هذا كان مكلفًا، حيث أدركت نشرة العمل الصينية (CLB) أنه من غير المحتمل أن تكون فعالة جدًا. فبديلاً عن ذلك، قامت المنظمة بتطويّر موقعًا على شبكة الإنترنت حيث بدأت بجمع عناوين البريد الإلكتروني للأشخاص الذين اتصلوا بها، مما أدى إلى توسيع شبكة موقعها.

كانت النشرة الإخبارية الإلكترونية الجديدة تُستكمل ببرنامج هان دونغ فانغ الإذاعي، الذي بدأ في عام 1997. يتم بث البرنامج على إذاعة آسيا الحرة، وهي محطة إذاعية قصيرة الموجة بتمويل أمريكي تبث باللغة الصينية الى جميع انحاء الصين. مدة البرنامج عشر دقائق ويتم بثه مرتين في الأسبوع، وفي بعض الأحيان يُبث مع برنامج ثالث يعرض أخبار عن مظاهرات العمال. يتلقى هان مكالمات هاتفية من أشخاص من جميع أنحاء الصين، بما في ذلك العمال والمزارعين وأساتذة الجامعات والمؤسسات التجارية والاداريين والمسؤولين الحكوميين والطلاب وغيرهم. يتضمن كل برنامج أربع الى خمس دقائق من التعاليق، لذلك يحاول هان أن يكون موجزاً للحفاظ على تركيز وتواصل المستمعين. يقوم هان بمعظم الأبحاث الخاصة بالبرنامج بمساعدة بعض الموظفين اصحاب الدوام الجزئي.

في البداية، كان معظم المتصلين بالعرض يحملون آراء قوية ضد الحزب الشيوعي الصيني وكثيرا ما أرادوا الحديث عن إسقاط الحكومة. لكن هان أدرك أن العرض أصبح مكرراً وقد فشل في توليد مناقشات بناءة. بناءاً على ذلك بدأ هان بتشجيع العمال على الإتصال ومناقشة حياتهم الشخصية ومشاكلهم في اماكن العمل. من هذا السياق، ظهرت معلومات عن إنتهاكات حقوق الإنسان وقضايا سياسية. تتعلق معظم الشكاوى بالفقر الناجم عن البطالة الجماعية وعمليات التسريح من العمل وسوء المعاملة والفساد وقضايا الصحة والسلامة. يقوم هان بإعلام المتصلين بحقوقهم حيث يمنحهم أفكارًا حول ما يمكنهم فعله في ظل الظروف والوضع الذي يحيط بهم. أما المتصلون الآخرون فيقومون بإطلاعه على مظاهرات العمال. بعض المسؤولين الحكوميين ومديري المؤسسات الحكومية قاموا بالإتصال والإعتراف بالفساد (حتى لو كانت في بعض الأحيان ضدهم)، مما كان يحفز هان على مواصلة عمله.

قامت نشرة العمل الصينية (CLB) بتدوين جميع حلقات برنامج هان حتى الآن وتم تجميعها في كتابين من أجل مشاركة المعلومات مع جمهور أوسع. تتوفر الكتب فقط باللغة الصينية، ولكن يتوفر إصدار باللغة الإنجليزية من إصدار الكتاب الأول على موقع نشرة العمل الصينية (CLB).

الأمن هي إحدى القضايا التي يجب على هان مواجهتها، حيث كان يطلب من المتصلين الإتصال بمكتبه في هونج كونج من هواتف العامة ثم يجمع المكالمات من أجل ضمان سلامتهم. يرغب معظم المتصلين بجعل المحادثة مجهولة، ويوافق آخرون على السماح لهان بتسجيل المحادثة وبث التعليقات المجهولة في برنامج السبت، مما يلقى ردود فعل إيجابية من المستمعين ويساعد في توليد مكالمات جديدة. ومع ذلك، يُلاحظ أن بعض الأشخاص لا يهتمون إذا كانت المكالمة آمنة أم لا لأنهم، كما قاموا بإخبار هان، "لم يتلقوا رواتبهم لمدة طويلة، مما ولد لديهم شعور بعدم الإهتمام للأمر".

مشكلة أخرى واجهها هان وهي الرقابة. حاولت الحكومة الصينية تشويه برنامجه الإذاعي في بعض المناطق في الصين، يكون التشويش حاد للغاية، ومن الصعب جداً سماعه. مع ذلك، لا تزال نشرة العمل الصينية (CLB) إيجابية فيما يتعلق بالوصول الواسع النطاق للبرنامج الإذاعي وتأثيره إذ أن الراديو ذا الموجة القصيرة يحظى بشعبية كبيرة في الصين. إستناداً لما قال هان، فإن حوالي 16 ٪ من سكان الصين، أو ما يعادل 150-200 مليون شخص، يستمعون إلى الإذاعة الأجنبية. على الرغم من الجهود التي تبذلها الحكومة الصينية، إلا أن العرض الإذاعي للعمالة قد ولد أثراً إيجابياً، حيث عمل على تشجيع حركات الطبقة العاملة في الصين. يعد هذا تقدم مفاجئ بالمعرفة للعمال الصينيين إذ أنه يسمح لهم بالتغلب على الحصار الإخباري الرسمي ويمنحهم إمكانية الوصول إلى أحدث المعلومات حول المشاكل، وكيف يتفاعل الآخرون مع مختلف الإنتهاكات وأشكال الإحتجاجات التي يتبنونها. يعتبره الناس أيضًا مكانًا فريدًا لمشاركة قصصهم الشخصية وآرائهم.

برنامج هان الإذاعي مفيد لأنه يفتح مساحة لمناقشة تعزيز حقوق الإنسان وحمايتها، ولا سيما حقوق العمال. في الصين، لا يمتلك سوى القليل من التقاليد الديمقراطية التاريخية. ينصح هان الآخرين بالتحلي بالإيمان عند القيام بعمل في مجال حقوق الإنسان ووضع النفس في موقع العمال. يعتقد هان أيضًا أنه في المستقبل يجب أن يكون هناك صراعاً قانونياً للنضال لحقوق الإنسان في الصين، وأنه ينبغي تشجيع الشعب الصيني على الثقة في القانون وإستخدامه أو إستخدام الأجزاء الجيدة منه للنضال من أجل حقوقه.

مصدر هذا المقال هو مقابلة مع هان دونغ فانغ في كانون الأول 2001 بالإضافة لمعلومات من الإنترنت.

التكتيكات الجديدة في حقوق الإنسان لا تناصر أو تؤيد تكتيكات أو سياسات أو قضايا محددة.

 

ما هي الأمور التي نتعلمها من هذا التكتيك: 

يُظهر العرض الإذاعي الخاص بنشرة العمل الصينية (CLB) كيف يؤدي الإستخدام الإبداعي للتكنولوجيا إلى تعزيز وتقدم قضايا حقوق الإنسان. عدا عن ذلك، فإنه يظهر كيف يمكن أن توفر المحادثات العادية نافذة في الدفاع عن حقوق الإنسان. وجد هان أنه عندما ركز عرضه بشكل خاص على حقوق العمال، كان لديه الكثير من المتصلين الذين أرادوا منصة للتعبير عن آرائهم السياسية القوية. مما لم يسمح بمناقشة قضايا حقوق الإنسان. ومع ذلك، عندما بدأ بسؤال المتصلين عن قصصهم الشخصية، ظهرت قضايا حقوق الإنسان وكان الحوار ممكناً. يمكن أن تضع المنظمات الأخرى ذلك في عين الإعتبار عند البحث عن المشكلات التي يجب معالجتها. حيث أن مجرد التحدث إلى الناس قد يؤدي إلى التركيز على مشكلة مخفية.