التعرف على الحلفاء من أجل إقامة حوار بنّاء والحفاظ على علاقات تعاون

وتعمل رابطة حقوق الإنسان لمنطقة البحيرات العظمى (LDGL) كمجموعة مظلة للحفاظ على التحالف الذي يضم 27 منظمة عضو في بوروندي وجمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا، وهي منطقة تسودها النزاعات. لقد عانت منطقة البحيرات العظمى طويلاً من العنف الناجم عن عدم الثقة والكراهية العرقية. وتعكس بعض المنظمات في المنطقة، بما في ذلك سبع جماعات تعنى بحقوق الإنسان، هذه الانقسامات، حيث تقوم باتخاذ الإجراءات نيابة عن مجموعة ضيقة من الأنصار المنتمين لجماعات عرقية.

إن عملية الرابطة المبنية على الحوار الدقيق والمنظم تعتمد على مبادئ ثقافة أوبونتو (Ubuntu) الإفريقية أي (الإنسانية) كقاعدة لتقريب تفاعلها إلى الناس المنحدرين من خلفيات وثقافات مختلفة، ومن أجل بناء حوار والتشارك في المعلومات.

وعندما تحدث انقسامات داخل رابطة حقوق الإنسان لمنطقة البحيرات العظمى، يحاول زعماء الرابطة تفهم المشاكل الكامنة المسببة للنزاع. إن باستطاعة هؤلاء تحديد حلفائهم المحتملين والتعريف عن أسلوب الحوار الذي ينطوي على الإمكانية الأقوى للحفاظ على علاقات مثمرة. وتختار الرابطة أفراداً للمشاركة في الحوار المبني على قدرتهم على بناء جسور الثقة والتعاون. وتختار الرابطة في كل ما تفعله لغة وخطوات تعزز مصداقيتها، حيث تؤكد بذلك لحلفائها الأعضاء بأنهم يتمتعون بالاحترام وأنه ستتم معالجة القضايا التي تقلقهم.

وتقوم الرابطة، قبل التعامل مع أية قضية ستتم معالجتها من جانب المنظمات الأعضاء وبخاصة القضايا المثيرة للنزاع، بالتعرف على المشكلة وعلى المجالات المحتملة للنزاع وعلى الهدف المنشود وعلى التحالفات الضرورية للوصول إليها، كما تتعرف الرابطة على الحلفاء غير الناشطين المحتملين وعلى الحلفاء الناشطين للمشاركة في الحوار.

ويعتبر الاحتكاك بين أعضاء أي تحالف أمراً طبيعياً وبخاصة التحالف الذي يعمل في منطقة تخيم عليها نزاعات كثيرة. وبدلاً من أن يكون الاحتكاك ناجماً عن خطأ ارتكبه «الناس الأشرار»، فإن هذا الاحتكاك يعكس إشارة إلى الحاجة إلى أنظمة حوار نشطة وحساسة. وقد بدأ جزء صعب من عمل الرابطة باكتساب تفاهم متبادل لخطواتها داخل الإقليم. وإذا لم يتم التوصل إلى إجماع خلال الاجتماع، تعمل الرابطة على إرسال ممثلين يعول عليهم وموثوق بهم من المنظمات الأعضاء إلى الأعضاء المترددين بغية التوصل إلى تفهم أفضل لوجهات النظر وتعزيز التضامن.

ومن خلال هذه العملية المستمرة للبناء والحفاظ على العلاقات، تمكنت الرابطة من تحقيق النجاح في إيجاد شبكة تضم المنظمات المختلفة في الإقليم وكسب ثقتها كي يتم رصد انتهاكات حقوق الإنسان ونشر المعلومات المتعلقة بها بسرعة.

 

لا يقر مشروع التكتيكات الجديدة في حقوق الإنسان أو يؤيد تكتيكات أو سياسات أو قضايا معينة.

 

ما هي الأمور التي نتعلمها من هذا التكتيك: 

أحياناً، توجد أجواء من عدم الثقة ليس فقط بين منظمات حقوق الإنسان والمؤسسات الخارجية بل أيضاً بين وداخل منظمات حقوق الإنسان نفسها. ففي منطقة البحيرات العظمى في إفريقيا توجد جماعة تعمل عبر الحدود الدولية وعبر خطوط الشك الراسخة للتغلب على هذه المشكلة كي تقوم بالتعاون مع آخرين برصد أوضاع حقوق الإنسان في المنطقة ونشر المعلومات بسرعة.

إن من المهم من أجل تحقيق تطبيق ناجح للتكتيكات إيجاد آليات لتحديد مواقع الحلفاء قبل عقد اجتماعات للأعضاء أو الجماعات من أجل الحوار حول القضايا الشائكة. ويمكن تطبيق هذا التكتيك في ظل أوضاع أخرى تكون فيها جماعات حقوق الإنسان منقسمة على بعضها البعض، وتتنافس فيما بينها حول الموارد الشحيحة واستقطاب الاهتمام. وتعتبر الائتلافات تجمعات ضعيفة وتحتاج دوماً إلى حوار مستمر وإلى رعاية كي تواصل عملها بكفاءة ولكي تتمكن من البقاء معاً.