تمكين الناس من استخدام النظام القانوني لممارسة حقوقهم

وتعمل منظمة أمهات جنود سانت بطرسبرغ على تثقيف المجندين وأفراد أسر الجنود الروس وتوعيتهم بحقوقهم القانونية، بحيث يمكنهم ممارستها بفعالية.

ويتعين على جميع الشباب في روسيا الانخراط في الخدمة العسكرية. وفي الوقت الذي يعفي فيه قانون عام 1933 الرجال من الخدمة العسكرية لأسباب صحية، أو أسباب متعلقة بالمصاعب الحياتية (كأن يكون الأبوان متقاعدين أو مريضين أو أنهم ما زالوا في المدرسة)، تعمد لجان التجنيد بصورة منتظمة إلى خرق هذا القانون. ولقد قامت منظمة أمهات جنود سانت بطرسبرغ بتوثيق حالات أُجبر فيها شباب، يعانون من مشاكل جسمانية أو نفسية توجب إعفاءهم من الخدمة العسكرية، على أداء الخدمة الإلزامية. وكان من المألوف قيام لجان التجنيد بالتعاون مع الشرطة بشن حملات في الشوارع والمدارس وغرف النوم، وحتى القيام بعمليات تفتيش من بيت إلى بيت لإلقاء القبض على المطلوبين للتجنيد. ويتعرض الشباب فور انضمامهم للجيش إلى أوضاع مريعة، بما في ذلك الإذلال وأحوال معيشية دون المستوى وعمليات ضرب وتعذيب ليلية.

ففي مدرسة حقوق الإنسان التي تديرها أمهات الجنود، المعروفة باسم «دعونا نحمي أبناءنا»، يتم تعليم التلاميذ كيفية الاستفادة من القوانين التي تحمي حقوقهم. ويتم أيضاً تشجيعهم على الاعتقاد بأن باستطاعة القانون حمايتهم ودعم بعضهم لبعض، ومساعدة الواحد منهم للآخر للتعامل مع مخاوفهم.

وتعقد جلسات التدريب مرة واحدة في الأسبوع وتستمر الواحدة منها مدة ثلاث ساعات. وتشمل هذه الجلسات تدريباً محدداً على كيفية كتابة البيانات للسلطات، بالإضافة إلى تقمص الأدوار ومناقشات تتعلق بالقانون وبحقوق الإنسان. ويتم أيضاً نشر دليل واحد كل عام.

ويستطيع معظم الناس الحصول على توثيق من أطباء مدنيين لتقديمها للأطباء العسكريين. وتتابع «أمهات الجنود» بمشاركة عشرة موظفين ومثلهم من المتطوعين الروس والأجانب هذا الأمر من خلال الاستبيانات، كما تحتفظ بملف لكل شخص ومنطقة. ويتم الطلب من المشاركين الذي ينجحون في الحصول على إعفاء التحدث للجماعات التي تأتي بعدهم. ولقد شارك حوالي مائة وعشرين ألف شخص في جلسات التدريب على مدى اثني عشر عاماً، كما تمكن حوالي تسعين ألف شخص من حماية حقهم القانوني بعدم الخدمة في الجيش، فيما نجح حوالي خمسة آلاف شخص كانوا قد عُذِّبوا في الجيش في مساعيهم الرامية إلى عدم العودة إلى وحداتهم العسكرية.

 

لا يقر مشروع التكتيكات الجديدة في حقوق الإنسان أو يؤيد تكتيكات أو سياسات أو قضايا معينة.

 

ما هي الأمور التي نتعلمها من هذا التكتيك: 

كثيراً ما تكون الضمانات الدستورية لحقوق معينة غير متمتعة بحماية القانون، أو غير مطبقة في الواقع. وتعطي منظمة «أمهات جنود سانت بطرسبرغ» الناس ما يحتاجون إليه من المعلومات والمهارات للمطالبة بحقوقهم الدستورية في عدم الانتظام في الخدمة العسكرية، أو عدم العودة إلى الوحدات العسكرية التي عانوا فيها من سوء المعاملة.

ففي الوقت الذي توجد فيه في روسيا، من الناحية النظرية، ضمانات دستورية للشباب الذين يخشون من سوء المعاملة أو الأشخاص الذين أسيئت معاملتهم أثناء الخدمة إلا أن الافتقار للمعلومات والخوف من استخدام النظام القانوني (وهو نظام لم يكن من الشائع اللجوء إليه من قِبَل الأفراد) يبقيهم بعيداً عن الاستفادة من هذه الحقوق. وتتولى (أمهات الجنود) توفير المعلومات المتعلقة بهذه الحقوق والمهارات ككتابة الرسائل وتقديم الإرشاد من خلال نظام قانوني.