تنظيم المخيمات الصيفية لمنح الأطفال فرصة للابتعاد عن العنف

ينظم مركز معالجة وإعادة تأهيل ضحايا التعذيب (TRC) في رام الله في الضفة الغربية معسكراً صيفياً مجانياً لإعادة تأهيل الأطفال المصابين بالصدمة النفسية. ويوفر المعسكر نشاطات ترفيهية وفنية وأخرى لإعادة التأهيل التي تستهدف مساعدة الأطفال على دعم بعضهم البعض والتعامل مع صدماتهم الشخصية ومخاوفهم.

لقد واصلت القوات العسكرية الإسرائيلية احتلالها للضفة الغربية منذ 1967، كما وأن العنف المستمر في المنطقة أثر نفسياً على جميع السكان الفلسطينيين مما أوجد ثقافة يسيطر عليها طابع العنف. لقد شاهد معظم الأطفال الذين ولدوا في ظل أوضاع تسيطر عليها أجواء القمع والتوتر الفظائع التي ترتكب هناك.

ولقد قام مركز معالجة وإعادة تأهيل ضحايا التعذيب بإنشاء مخيم صيفي للتخفيف من بعض الصعوبات التي يواجهها هؤلاء الأطفال ولتوفير ترتيبات خاصة بإعادة التأهيل. ويسوق المركز المخيمات في القرى المجاورة وفي مخيمات اللاجئين ولدى المستفيدين من خدماته. ويعاني معظم الأطفال الذين يتم اختيارهم (ما بين 60 إلى 70 طفلاً) من أعراض القلق والاكتئاب والوحدة بسبب تعرضهم للصدمات النفسية، كما وأن العديد منهم شاهد موت وتعذيب أفراد من أعضاء أسرته.

ويجتمع المخيم الصيفي يومياً لمدة أربع إلى خمس ساعات على مدى ثلاثة إلى أربعة أسابيع. ويتم توفير المواصلات من وإلى المخيم. وفي أوقات كثيرة يكون المخيم قريباً من أماكن سكن الأطفال. ويتم تقسيم الأطفال المشاركين إلى مجموعات بناء على نوعية الصدمة النفسية التي عانى منها كل منهم. ويكون لكل طفل مشرف لمساعدته والاستماع إليه وتقديم المشورة ودمجه أو دمجها في المجموعة التي تضم أطفالاً آخرين. ويكون لكل طفل أيضاً إمكانية الاتصال بطبيب نفساني وأخصائي نفسي وأخصائي اجتماعي. ويتم عادة تخصيص الأيام الثلاثة الأولى والأخيرة من المخيم الصيفي للمشاريع كالرسم والأشغال الفنية والرياضة. ويتم التركيز في الأيام الأخرى على العمل الجماعي كالنشاطات الدينامية للمجموعة والاستشارات واللعب والعلاج بالفن. ويتم وضع تقارير طبية وسلوكية لتقييم تأثير المخيم على كل طفل.

وبناء على نماذج التقييم التي تتم تعبئتها من جانب الوالدين والمستشارين يغادر العديد من الأطفال المعسكر بأعراض قلق أقل وانفتاح أكبر، كما وأنهم يصبحون أكثر اندماجاً في مجتمعهم. وخلال قيام الأطفال بنشاط الرسم يتم الطلب منهم رسم صور تمثل بيئاتهم أو آمالهم للمستقبل. وفي أحيان كثيرة تعكس الرسوم الأولية صوراً داكنة أو ألوان كئيبة. أما الرسوم النهائية فإنها تظهر تغيراً في المواقف والآمال المستقبلية.

 

لا يقر مشروع التكتيكات الجديدة في حقوق الإنسان أو يؤيد تكتيكات أو سياسات أو قضايا معينة.

ما هي الأمور التي نتعلمها من هذا التكتيك: 

في الضفة الغربية، تقوم مجموعة بمعالجة مشكلة الصدمة النفسية لدى الأطفال الذين يعيشون في ظل الاحتلال من خلال توفير فرصة التواصل مع أطفال آخرين يعيشون في بيئة يخيم عليها السلام.

وتمنح هذه المخيمات الأطفال فرصة للخروج من دائرة العنف التي تفرضها عليهم حياتهم اليومية. كما تمنح الأطفال أيضاً فرصة للانطلاق ومواقع للتعبير عن أنفسهم من خلال اللعب والفن في الوقت الذي يتلقون فيه خدمات لإعادة تأهيلهم.