تنظيم مناقشات ما بين الممثلين المنتخبين والمواطنين لمناقشة مواد الدستور – منظمة البوصلة

عرض عام

الهدف التكتيكي: 
المنطقة أو البلد: 

السياق

البوصلة هي منظمة أهلية تونسية تم تأسيسها بهدف تجديد التواصل فيما بين المواطنين و ممثليهم المنتخبين، و دعمه بالسبل المتوفرة ليدافع بها عن حقوقه الأساسية، جنبا إلي جنب مع بناء علاقات مع الممثلين المنتخبين و صناع القرار حتى يعمل هؤلاء نحو تأسيس ممارسات حكم وسياسات سديدة.  خلال صياغة الدستور التونسي عام 2012-2013، قامت منظمة البوصلة بتنظيم نقاشات بين الممثلين المنتخبين والمواطنين ليعبر المواطنون عن آرائهم و مخاوفهم وتوصياتهم فيما يخص الدستور، وفي الوقت نفسه إتاحة الفرصة للممثلين للتفاعل مع المواطنين مباشرة موضحين لهم الشؤون الدستورية.

تنفيذ التكتيك:

تربط منظمة البوصلة بين الأعضاء المنتخبين للجمعية التأسيسية للدستور وبين المواطنين من خلال تنظيم حلقات\مناظرات نقاشية بشتى أنحاء تونس، حيث تدعو إليها الممثلين المنتخبين والذين يفضل أن يكونوا ممثلين عن المنطقة التي يدور بها النقاش، مع التأكد في الوقت نفسه من أنهم يمثلون مختلف الإنتماءات السياسية.  وتعلن المنظمة عن الحدث بالمكان الذي يقع عليه الإختيار بمساعدة منظمات ومجموعات المجتمع المدني، ثم تعمل بعد ذلك علي توفير وسائل المواصلات التي تقل الممثلين المنتخبين إلي أماكن المناقشات و تتولى باقي الشؤون اللوجيستية.  يتولى أحد أعضاء المنظمة إدارة المناقشة التي تدور بين المواطنين والممثلين المنتخبين، مسلطة الضوء علي عملية بناء الدستور، وأخيرا يتم نشر تقرير عن هذه المناقشة على شكل فيديو يعرض على حساب المنظمة علي موقع يوتيوب لتوثيقها وعرضها علي نطاق جماهيري أوسع.  

التحديات و الدروس المستفادة:

قد تعجز المنظمة عن تحقيق نسبة الحضور المنشودة من المواطنين، وقد يكون ذلك لعدم كفاية الترويج والدعاية اللازمين قبل عقد الحدث، لذلك يجب أن تعمل المنظمة علي  توثيق علاقات أعمق مع منظمات المجتمعات المحلية الموجودة بالأماكن التي تستضيف حلقات النقاش، وبالتالي الوصول إلى أكبر قدر ممكن من المواطنين وإشراكهم بالنقاشات.

وقد تصبح عملية إدارة النقاشات بين الطرفين تحديا آخر. فقد يميل الممثلون المنتخبون للتحدث كثيرا، ما يحد من فرصة المواطنين في المشاركة، وقد تتطور المناظرة في بعض الأحيان لتصبح عدوانية ويصبح من الصعب التحكم فيها بسبب غضب المواطنين الذين يحاولون التعبير عن مخاوفهم، ويتم التغلب على ذلك بوجود وسيط متمرس يدير المناقشة بين الطرفين ويساعد علي توجيه المناقشة إلي الهدف المطلوب.

المميز في هذا التكتيك

نجحت هذه النقاشات في توفير صلة مباشرة بين المواطنين والأعضاء الذين انتخبوهم للجمعية التأسيسية للدستور، من خلال استخدام أسلوب التفاعل وجها لوجه والحلقات النقاشية، و مثل هذا الأسلوب في إشراك المواطنين لبناء الديموقراطية ليس بالجديد، ولكنه تم استحداثه في السياق التونسي لوضع الدستور الجديد بمشاركة المواطنين. وهذه المبادرة تقلص من عيوب الديمقراطية التي تنتهي حال انتخاب ممثلين عن المواطنين، حيث أن الممثلين في هذه الحالة يعودون إلى المواطنين الذين انتخبوهم  للحصول علي توصياتهم اضافة لآرائهم المباشرة قبل اتخاذ القرار عنهم للجمعية التأسيسية، وهو ما يرجع إلى الأذهان تجربة أثينا في الديمقراطية المباشرة.

يشعر المواطنون بمدى أهمية مشكلاتهم وآرائهم لدى الممثلين المنتخبين، مما يخلق بداخلهم إحساس أنهم أصحاب هذا الدستور، و من جانبهم يتذكّر الممثلين ويتأكدون أنهم لا يعملون في جزر منعزلة، ويستشعرون مسؤوليتهم البالغة في توصيل أصوات ناخبيهم بالجمعية التأسيسية.

بالإضافة إلي ذلك، ساهمت هذه المبادرة في أن يدرك المواطنين المغزى من الدستور وعلاقته بحقوقهم وحياتهم، وأصبحوا أكثر دراية بعملية بناء الدستور، مما يدفعهم بالنهاية إلي المشاركة أكثر في المناقشات والتطورات السياسية الأوسع نطاقا في بلادهم.

كيفية الإستفادة من هذا التكتيك:

يمكن استخدام هذا التكتيك كجزء من استراتيجية أكبر لتعزيز المشاركة السياسية للمواطنين والشفافية والحكم السديد، كما يمكن تطويعها في قياس الرأي العام والحصول علي المعلومات والآراء مباشرة من المواطنين فيما يخص الدستور، أو تشريع جديد أو سياسة جديدة تؤثر تأثيرا مباشرا علي حياتهم، وفي الوقت نفسه تساهم هذه المبادرة في رفع وعي المواطنين بالقضية المطروحة النقاش.

مصدر الصورة: https://www.facebook.com/photo.php?fbid=565281393504691&set=a.565281276838036.1073741827.394269643939201&type=3&theater

 

لا يقر مشروع التكتيكات الجديدة في حقوق الإنسان أو يؤيد تكتيكات أو سياسات أو قضايا معينة.