حث الزعماء المحليين على استخدام نفوذهم في المساعدة على إنهاء الانتهاكات

تسعى لجنة حقوق الإنسان والعدالة الإدارية في غانا إلى استقطاب دعم زعماء المجتمع الذين يتمتعون بالاحترام – كالرؤساء وأمهات الملوك – لمعالجة مشكلة التروكوسي (trokosi)، وهو نظام يتم من خلاله حجز أمهات وفتيات صغيرات قسراً في معبد ديني يعتقد بأن له قدرة سحرية. وتهب الأسر بناتها للمعابد للتكفير عن الذنوب أو الجرائم التي ارتكبها أحد أفراد الأسرة كي يتم الخلاص أو وقف الحظ السيئ الذي تعاني منه الأسرة.

كان باستطاعة اللجنة أن تطبق قوانين ضد التروكوسي، إلا أنها قامت باستخدام هذا الأسلوب التكتيكي حيث أنها تحققت من أن هذا العُرف يستند إلى معتقدات راسخة ستنتقل إلى السرية  إذا لم يتم التحوّل عنها طواعية. وفي إطار استعدادات لشن الحملة، قامت اللجنة بإجراء بحوث حول المعتقدات التي تقف وراء التروكوسي، وقامت بتشكيل حلف مع منظمة الاحتياجات الدولية في غانا (International Needs Ghana)، وهي منظمة غير حكومية تقدم المشورة وتعيد تأهيل الضحايا السابقين للتروكوسي. ويقوم الجانبان سوية باستضافة اجتماعات مع الضحايا ومع الكهنة السحرة، حيث يتم تشجيع كل شخص على المشاركة بآرائه.

وعقب ذلك يمكن للزعماء المحليين مساعدة اللجنة في التأكيد على ضرورة التخلي عن هذه الممارسة، واستخدام نفوذهم داخل المجتمع لإقناع الكهنة السحرة بإطلاق سراح النساء والفتيات. والإحتفال بتحرير الفتيات والنساء يتضمن الإعتراف بقرار الكهنة والمساعدة في تلبية الاحتياجات الروحية للمجتمع. وتجري تغطية هذه الطقوس الإحتفالية من جانب الإعلام بحيث توضح للعامة على نطاق أوسع بأن الزعماء المحليين يدعمون وضع حد لهذه الممارسة. ولقد نجح هذا التكتيك في تحرير ثلاثة آلاف امرأة وفتاة.

 
 

لا يقر مشروع التكتيكات الجديدة في حقوق الإنسان أو يؤيد تكتيكات أو سياسات أو قضايا معينة.

 

ما هي الأمور التي نتعلمها من هذا التكتيك: 

عندما يجري البحث عن حلفاء في إطار حملة لوضع حد للانتهاكات يصبح زعماء المجتمع الخيار الطبيعي لهذه الخطوة. وقد يكونوا قبليين أو من كبار السن أو من الزعماء الروحيون أو رجال السياسة المحليون أو حتى مجرد أفراد يتمتعون بالموهبة القيادية والنفوذ.

إن الدعوة لإنهاء ممارسة تتعلق بالأعراف، دون أن تتم معالجة المعتقدات التي تقف خلفها والبنية التي تبقي عليها أو دون اقتراح بديل يسمح بتحول هذه المعتقدات والبنى، وقد تدفع المجتمعات إلى إخفاء تلك الممارسة بدلاً من إنهائها. ويعتمد هذا التكتيك على احترام مجتمع ما لزعمائه وعلى رغبة هؤلاء الزعماء بأن يكونوا مثلاً يحتذى به لذلك المجتمع. ولإنهاء ممارسة التروكوسي فإن من الضروري أن تقتنع المجتمعات بأنها لا تحتاج إلى تسليم أعضاء أسرهم للكهنة للتكفير عن الذنوب. إن طقوس التحرير والتأكيدات الصادرة عن زعماء المجتمع تعتبران ضروريتان للتخفيف من المخاوف من انتقام الآلهة ولبناء جسور الثقة داخل المجتمع.

ويمكن لهذا التكتيك أن يكون مفيداً في المساعدة على تحويل أو محو ممارسات تقليدية أو اجتماعية متأصّلة تنتهك حقوق الإنسان كختان الإناث أو العنف الأسري.