مراقبة الانتخابات من خلال المجتمع للوقاية من العنف

مبادرة الانتخابات السلمية (INAMA)، هي مبادرة لتنظيم المواطنين المراسلين الذين يستخدمون الرسائل النصية لمراقبة التوترات المحلية والتفشيات العنيفة التي تؤثر على الانتخابات، ولمنع حدوث خيانة للأمانة أثناء الانتخابات.

في عام 2013 أنشئت مبادرة (INAMA)، وهي تحالف يضم أكثر من عشرين منظمة غير ربحية وغير حكومية ومجتمعية في بوروندي (Burundi). حيث نفذت عملية إستغرقت ثمانية عشر شهراً على ثلاث مراحل لتمنع العنف والإحتيال الإنتخابي المؤدي إلى الانتخابات البرلمانية في أيار 2015 والانتخابات الرئاسية في حزيران 2015. وفي إحدى تلك المراحل، مرحلة شبكة الإستجابة المبكرة، والتي تم إعدادها في أيار 2014. إذ تهدف للقيام بتدريب 700 من المواطنين المراسلين لمراقبة التوترات المتعلقة بالإنتخابات في جميع أنحاء الدولة. تقوم مبادرة (INAMA) بالتخطيط لتطوير فريق أكبر أقرب إلى الإنتخابات.

وشهدت بوروندي (Burundi) عنفاً مرتبطاً بالإنتخابات في الماضي، ففي عام 2013 حدثت زيادة كبيرة في التعصب السياسي حيث تميزت برسائل استفزازية، وعنف شبابي وإنتهاك عام للمكاتب السياسية. وقد زادت هذه الأحداث من الاهتمام بحشد المواطنين للإنتخابات السلمية، حيث أنه تكتيك تم إستخدامه خلال الإنتخابات السابقة في عام 2010 وقد تبين أنه يتمتع بإمكانيات كبيرة.

يتم تدريب المواطنين المراسلين في مبادرة (INAMA) على تحديد حوادث العنف كل منها على حد سواء (التخويف، المواجهات بين أجنحة (أذرع) الشباب للأحزاب السياسية، تدمير الممتلكات، وإضافة الى حالات الإغتيال) ومبادرات السلام (التربية المدنية، رسائل السلام التي تُبث عبر وسائل الإعلام، حل النزاعات السلمية والتماسك السلمي). وبإستخدام الرسائل النصية، فإنها تقوم بنقل تقارير عن هذه الأحداث إلى مبادرة (INAMA).

تقوم مبادرة (INAMA) بإستخدام المعلومات من المواطنين المراسلين لإنشاء قاعدة بيانات للأحداث، حيث تُرمز حسب نوع الحادث (التخويف، انعدام الأمن، مبادرات السلام، مخالفات التوثيق، الخ)، على موقعها الإلكتروني. إذ يتمكن زائري الموقع مشاهدة الأحداث التي حصلت والاشتراك في التنبيهات عندما يتم الإبلاغ عن حدث في إطار 20 كيلومترًا عن موقعهم. يتم التحقق من جميع التقارير قبل نشرها على الموقع الإلكتروني لضمان الثقة. تضم قاعدة البيانات على الإنترنت حالياً أكثر من 400 حدث، بما في ذلك حالات التخويف وانعدام الأمن ومخالفات التوثيق ومبادرات السلام.

يتقاسم البورونديون (Burundians) لغة وثقافة مشتركة ولديهم خبرة في حل النزاعات وإعادة التأهيل المجتمعي. كما وتستفيد الدولة من المجتمع المدني النابض بالحياة والحرية النسبية لوسائل الإعلام. ومع ذلك إلا أن مبادرة (INAMA) تواجه تحديات من أولئك الأقل اهتماماً بالإنتخابات السلمية والانتقالية. إن وجود مسلحين، يرتدون أحيانا الزي الرسمي في الشوارع زاد من القلق بشأن المخاوف والعنف. واجهت الحكومة الحالية حتى الآن تحديات في سلطتها الوحشية بالسجن و حيث أنها تواصل تبادل الإهانات والإتهامات مع حزب المعارضة الرئيسي. وقد لا تكون قوة حركة المجتمع المدني كافية للتغلب على هذه التحديات.

ونظراً للعلاقات العرقية والإجتماعية الوثيقة بين شعب بوروندي (Burundi) وشعوب البلدان المجاورة مثل رواندا (Rwanda) وجمهورية الكونغو(Congo) الديمقراطية، فإن إجراء انتخابات سلمية في عام 2015 يُعد أمراً هام. يمكن لحركة المجتمع المدني لمراقبة الإنتخابات في مبادرة (INAMA) أن  تساعد هذه الدول في تحسين أساليبها الإنتخابية الخاصة وإستقرارها. في الواقع، قامت كينيا (Kenya) بالإستلهام من مراقبة الإنتخابات عام 2010 في بوروندي (Burundi) لتقوم بتنفيذ برنامج مماثل للإنتخابات في عام 2013، إذ وقعت دون أي حوادث كبيرة. وعلى العكس من ذلك، إذا تأثرت إنتخابات عام 2015 بالعنف، فقد ينتج عنها آثار سلبية على السلام خارج حدود بوروندي (Burundi).

التكتيكات الجديدة في حقوق الإنسان لا تناصر أو تؤيد تكتيكات أو سياسات أو قضايا محددة.

ما هي الأمور التي نتعلمها من هذا التكتيك: 

توضح التجربة في كينيا الديموقراطية، فإن إستخدام أفراد المجتمع لمراقبة التوترات والعنف المرتبط بالانتخابات هو تكتيك يمكن استخدامه في أكثر من بلد واحد. بالإضافة إلى ذلك ، يمكن بسهولة استخدام التدريب المجتمعي والجوانب التكنولوجية لهذا التكتيك لحشد الدعم للفت الانتباه إلى مجموعة متنوعة من القضايا الأخرى.