لدعم حق النساء في اليمن في استخراج جواز سفر بدون موافقة ولي أمر

نظرة عامة

أُقيمت حملة “جوازي بلا وصاية” في مدينة تعز، اليمن، خلال الفترة من 2021 إلى 2023. قادها مجموعة من الناشطين والناشطات اليمنيين بجهود شخصية ودعم ذاتي. هدفت الحملة إلى مساعدة النساء على الحصول على جوازات السفر دون الحاجة إلى إذن ولي أمر ذكر، كما ينص القانون اليمني. عمل الناشطون على ممارسة الضغط على وزارة الداخلية وهيئة الجوازات والهجرة لتطبيق القانون رقم 7 لسنة 1990، الذي يمنح كل مواطن يمني فوق سن 16 الحق في الحصول على جواز سفر. سلطت هذه الحملة الضوء على أهمية تمتع النساء بحرية السفر واتخاذ القرارات بأنفسهن.

نبذة عن حملة جوازي بلا وصاية – اليمن

حملة جوازي بلا وصاية هي مبادرة نسوية شبابية، جاءت استجابة للكثير من الأصوات المنادية بتطبيق القانون الخاص باستخراج جوازات السفر، وانطلقت من رحم معاناة النساء والفتيات التي كانت تحدث بشكل يومي بسبب منعهن من استخراج جوازات السفر إلا بموافقة ولي الأمر الذكر.
عملت الحملة كمبادرة بكل شغف واحترافية لتنظيم قيادة النساء وبناء قيادتهن من اجل تنظيم أنفسهن وخلق فهم أوسع لفكرة إدارة الحملات والمدافعة، حتى يُصنع من كل امرأة شاركت في الحملة قادة للمستقبل، ويستطعن إدارة حملات وتنظيم المدافعة لقضايا جديدة أو خاصة بقضايا مختلفة.

كان الهدف الأساسي للحملة هو قيام وزارة الداخلية بإصدار تعميم يلغي كافة الأعراف السارية بشأن المرأة ويلزم كافة الموظفين في مصلحة الهجرة والجوازات بالالتزام بالقانون رقم 7 لسنة 1990 بشأن الجوازات ولائحته التنفيذية بما يتعلق بإصدار جوازات للنساء دون موافقة ولي الامر او حضوره، وذلك حتى نهاية العام 2022. وهو ما تحقق على الواقع.

لقد وُجدت حملة جوازي بلا وصاية لتُقدم نموذجاً ملهماً ومثالياً للعمل المجتمعي التطوعي الذي يخدم النساء والشباب، ويطلق طاقاتهم في تنظيم أنفسهم لإجراء حملات مناصرة فعالة، وهذا ما التزمت بتحقيقه من خلال العمل الدؤوب حتى وصلت إلى تحقيق أهدافها.

عملت الحملة بالشراكة مع كثير من النسويات والنشطاء والمجتمع المدني والمنصات الإعلامية وصناع القرار، وخلقت احتشاداً منقطع النظير. ربما كانت الحدث الأبرز في العام 2022، حيث استطاعت بفضل تنظيمها واستراتيجيتها الدقيقة وانشطتها الملهمة في الوصول بصوتها الى صناع القرار في الحكومة اليمنية، كما أوصلت صوتها إلى الكثير من المحافل الدولية بما في ذلك مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن ومجلس الامن الدولي.

التحديات التي واجهتها الحملة

واجهت الحملة معارضة قوية من قادة دينيين وشخصيات مجتمعية، الذين قالوا إن الناشطين يخالفون التقاليد والدين. تعرّضت المجموعة لهجمات على الإنترنت وفي الواقع، مما سبب الخوف ودفع بعض المؤيدين للانسحاب. كما واجهت العديد من النساء في الحملة تهديدات وضغوطًا من عائلاتهن. داخل الفريق، واجه الأعضاء صعوبة في التنظيم واضطروا لتعلم كيفية إدارة حملة مناصرة في ظروف صعبة جدًا.

الأساليب والأنشطة

هدفت الحملة إلى تحسين وصول النساء إلى طلبات الحصول على جواز السفر في اليمن، وشملت عدة أنشطة رئيسية:
بدأت الحملة بمراجعة القوانين اليمنية والتحدث مع العديد من النساء حول المشاكل التي يواجهنها عند محاولة الحصول على جواز السفر. ولتوصيل الرسالة، نظم الفريق لقاءات فردية وجماعية مع نساء ورجال، وعقد ورش وندوات، وانتاج فيلماً قصيراً عن معاناة النساء، وشاركوا رسائلهم على وسائل التواصل الاجتماعي. في الأول من فبراير 2022، نظّموا احتجاجاً أمام مكتب الجوازات في تعز، وحظي هذا الاحتجاج بمتابعة إعلامية واسعة. كما التقى الفريق بقيادات مهمة، مثل اللجنة الوطنية للمرأة ورئيس الوزراء ووزير الشؤون القانونية، للضغط من أجل التغيير.

النتائج

في مارس 2022، حققت الحملة نجاحاً كبيراً، حيث أصدر رئيس الوزراء توجيهاً إلى وزارة الداخلية بالسماح للنساء بالحصول على جوازات السفر دون الحاجة إلى إذن ولي الأمر. كما ضغطت اللجنة الوطنية للمرأة في هذا الاتجاه، مما عزّز قوة الحملة. وانتشرت أخبار الحملة على نطاق واسع في وسائل الإعلام وفتحت نقاشاً وطنياً حول حقوق النساء. وقد لفت النجاح الانتباه على المستوى الدولي عندما أشاد المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن بالحملة في بيان لمجلس الأمن.