رسم الخرائط المرئية لإيجاد وعي عام، وممارسة الضغط من أجل التغيير في السياسات

عرض عام

الهدف التكتيكي: 
حقوق الإنسان: 
المنطقة أو البلد: 

لقد قامت منظمة السلام الأخضر في لبنان (غرينبيس) بوضع خرائط تصور الانتهاكات البيئية على طول الساحل اللبناني، وذلك لتثقيف عامة الناس فيما يتعلق بمشكلة المخلفات الصناعية السامة، ولكي تمارس الضغط على الحكومة وإجبارها على وضع سياسات تعالج هذه المشكلة.

عملت المنظمة على خلق اهتماماً عاماً هائلاً بالوضع البيئي للساحل اللبناني من خلال السفر إلى موقع جديد كل أسبوع على متن قارب مطاطي، مركزة جهودها على المناطق الساحلية المأهولة والمكتظة بالسكان، حيث سلطت الضوء على أكثر المشاكل البيئية سوءاً في كل موقع، وذلك من خلال استخدام برامج نظام المعلومات الجغرافية (GIS) في إنتاج خريطة تتضمن نتائج الاختبارات. وقد تابع الجمهور التقدم الذي أحرزه قارب السلام الأخضر عبر التلفزيون والصحف وعلى موقع المنظمة الإلكتروني، وحتى على طول الواجهة البحرية، وألصقت الخرائط عليها خلال فترة الاختبار. ولقد ولّد التقدم الذي أحرزه القارب اهتماماً كبيراً وصل إلى حد الإثارة وتساؤل الناس: ما الذي سيكتشفونه في الموقع التالي؟ وفي نهاية الحملة كانت الخريطة نفسها عرضاً حياً للمواقع الملوثة بالسموم ولمدى المشاكل التي تمتد على طول الساحل.

استخدمت منظمة السلام الأخضر تكتيكات أخرى عديدة دمجتها بمشروع الخرائط. فقد قام أعضاء الحركة باستقطاب دعم السياسيين والوكالات الحكومية والسكان وأصحاب المشاريع على طول خط الساحل. وتم تعيين أحد موظفي الحركة للقيام بمهمة إبقاء وسائل الإعلام على علم بما يجري، وكذلك التأكد من أن التغطية كانت تتم في الوقت المناسب للحفاظ على اهتمام الجمهور. وقامت الحركة كذلك باستقطاب الاهتمام من خلال الإعلانات الإذاعية وكشوفات تقصّي الحقائق واليافطات المتحركة الضخمة وإعلان تلفزيوني بالرسوم المتحركة تظهر كلها الآثار طويلة الأمد التي تحدثها الملوثات.

 

لا يقر مشروع التكتيكات الجديدة في حقوق الإنسان أو يؤيد تكتيكات أو سياسات أو قضايا معينة.

ما هي الأمور التي نتعلمها من هذا التكتيك: 

لقد حولت منظمة السلام الأخضر في لبنان المعلومات الفنية الجافة إلى صورة أخاذة، حيث جعلت الحقائق مفهومة لدى العامة في الوقت الذي كانت فيه تعمل على اجتذاب اهتمامهم والحفاظ عليه فيما يتعلق بعملها، فيما كانت تحركهم في الوقت نفسه لاتخاذ الإجراءات الضرورية لعلاج المشكلة. لقد كانت مشكلة الانتهاكات البيئية تقبع في الخفاء إلى حد بعيد، بحيث كان الناس المتأثرون بها غير واعين لها. لقد ولّدت منظمة السلام الأخضر من خلال الكشف عن المشكلة قاعدة شعبية تعمل ضد تلك المشكلة. كان المفتاح لهذا النجاح الذي تمثل برفع درجة الوعي واستصدار القانون الجديد قوياً في مدى وصوله إلى الجماهير وفي تغطية وسائل الإعلام لجهود وضع الخرائط في الوقت الذي استقطبت فيه الحركة الدعم لإجراء تغييرات محددة في السياسة.

ويجري استخدام وضع الخرائط من خلال برامج نظام المعلومات الجغرافية (GIS) لرسم صورة لمشاكل إنسانية أخرى ومكافحتها كتهريب النساء والفتيات من أجل تجارة الجنس. ويمكن استخدام الخرائط لعرض حوادث تم الإبلاغ عنها وتتعلق بالتعذيب لدى دوائر الشرطة وعرض الفقر المنتشر من خلال عرض معدلات دخل الأسر في المنطقة أو رسم صورة تتعلق بالوصول (أو عدم الوصول) إلى خدمات حيوية من خلال إظهار مواقع  الآبار والمستشفيات والمدارس المتوفرة. وعندما يصبح  بإمكاننا  رؤية مدى المشكلة فإننا نصبح مزودين بصورة أفضل بالأدوات التي تمكننا من التجاوب تجاه تلك المشكلة.