الاحتفاظ بحضور جسماني في موقع يحتمل حدوث انتهاك فيه لرصد انتهاكات حقوق الإنسان

تعمد محسوم ووتش إلى رصد عدة نقاط تفتيش إسرائيلية كل صباح ومساء خلال فترات ازدحام المرور القصوى للاحتجاج على نقاط التفتيش وحماية حقوق الأفراد الفلسطينيين الذين يتعين عليهم المرور عبر تلك النقاط. إن جميع المتطوعين لمحسوم ووتش (محسوم يعني نقطة تفتيش بالعبرية) هم من النساء الإسرائيليات. ولقد بدأت هذه المنظمة أعمالها في 2001 بثلاث نساء لم يلبثوا أن ازداد عددهم إلى ثلاثمائة.

وينظر هؤلاء إلى نقاط التفتيش باعتبارها انتهاكاً لحقوق الإنسان، حيث أنها تحد من حق الفلسطينيين بالتحرك بحرية، وبالتالي حقهم في الحصول على التعليم والعلاج الطبي وكذلك حقهم في العمل.

ويقوم الراصدون من حركة محسوم ووتش بمهام ثلاث أولية عند نقاط التفتيش وهي منع الانتهاكات التي يشاهدونها وتوثيق تلك الانتهاكات وإظهار روح التضامن مع الشعب الفلسطيني.

إن مجرد تواجد النساء الإسرائيليات يثبط تحفز بعض الجنود على الإساءة للأشخاص الذين يمرون عبر نقاط التفتيش وذلك طبقاً لما أفاد به الراصدون والفلسطينيون. فعندما يحاول الجنود منع الناس من العبور أو يقومون بمصادرة هوياتهم يعمد الراصدون إلى التدخل بهدوء ولكن بحزم في حال اعتقادهم بأن الأمر سيكون مختلفاً. فإذا ما شاهدوا انتهاكات خطيرة يقوم الراصدون بالاحتجاج عليها لدى ضباط من ذوي الرتب الأعلى في الجيش، كما يشجعون الفلسطينيين على أن يحذوا حذوهم.

ويتولى الراصدون الذين يشاهدون الانتهاكات كتابة تقارير مفصّلة ونشرها في موقعهم الإلكتروني على الإنترنت، كما يقومون بدعوة صحفيين وسياسيين وآخرين للانضمام إليهم عند نقاط التفتيش حيث يضعون على صدورهم لافتات تحمل شعارات مكتوبة باللغة العربية «لا لنقاط التفتيش». وتبدو ظاهرة الدعم هذه مشجعة للكثير من الفلسطينيين الذين قد لا تكون لديهم صورة إيجابية عن الإسرائيليين.

 

لا يقر مشروع التكتيكات الجديدة في حقوق الإنسان أو يؤيد تكتيكات أو سياسات أو قضايا معينة.

 

ما هي الأمور التي نتعلمها من هذا التكتيك: 

ولقد واجهت محسوم ووتش العديد من التحديات أثناء قيامها بعملها. وهنالك العديد من نقاط التفتيش إلا أنه لا يوجد عدد كافٍ من الراصدين لتغطيتها جميعاً. ويعترف المتطوعون بأن الجيش لا يشعر بالالتزام تجاه إبلاغ الراصدين بالوقائع أو حتى الاعتراف بهم. ومما يزيد من تفاقم الوضع تغيير الجنود ما بين نقاط التفتيش وخارجها بشكل متكرر مما يجعل من الصعب على الراصدين إيجاد علاقة معهم، كما وأن بعض العمل يتجدد مع كل دفعة جديدة من الجنود الذين يتم تغييرهم. ولم تنجح محسوم ووتش حتى الآن في تحقيق هدفها الأوسع وهو إنهاء الاحتلال وإزالة نقاط التفتيش. وعلى أي حال فإن محسوم ووتش ساعدت في جعل الجمهور الإسرائيلي والشعوب في كافة أرجاء العالم أكثر وعياً بالانتهاكات التي تُرتكب عند نقاط التفتيش.

إن الوجود الجسدي للفرد هو أكثر تأثيراً عندما يكون مدعوماً بشبكة متنفذة تستطيع تحريك المعلومات  بسرعة  ونقلها  إلى عدد  كبير من الناس أو لأناس يحتلون مناصب رئيسية من مناصب النفوذ. وتستخدم محسوم ووتش الإنترنت لمشاركة الآخرين بشكل أوسع في تجاربها في مجال الرصد وتعزيز الوعي لدى الإسرائيليين ولدى المجتمع الدولي.