إشراك الناجين من انتهاكات حقوق الإنسان في حالات محاولة التعرف على ضحايا محتملين وإنقاذهم.

وتعمل منظمة مايتي نيبال على وقف تهريب النساء والفتيات عبر الحدود النيبالية – الهندية وذلك من خلال إجراء مقابلات مع من تبدو منهن ضعيفة ومعرضة للاستغلال. ويبدو أن الأشخاص الذين يجرون المقابلات أقدر على التعرف على الأخريات المعرضات لأوضاع خطيرة، حيث أن الكثير منهن هن من الناجيات من عمليات التهريب عبر الحدود.

ويزيد من عمليات التهريب في نيبال الطلب المتزايد على العاملات في مجال تجارة الجنس في بيوت الدعارة الهندية. ويشكل منع  المهربين من اجتياز الحدود إحدى الوسائل لمكافحة هذه المشكلة، إلا أن شرطة الحدود كثيراً ما تفشل في التعرف على الضحايا المحتملين، أو أنها تتجاهلهم بالنظر تجاه الناحية الأخرى.

وتعمل منظمة مايتي نيبال بصورة وثيقة مع حرس الحدود في إحدى عشرة نقطة عبور، على امتداد الحدود النيبالية، لمواجهة المسافرين الذين يثيرون الريبة حيث يقومون بإيقاف كل سيارة أو عربة، فإذا ما كان هناك نساء أو فتيات بصحبة رجال يقوم رجال حرس الحدود باستجواب الرجال فيما يعمد موظفو منظمة مايتي نيبال إلى استجواب النساء. وتدور الأسئلة في إطار ما يلي: «لماذا أنتِ ذاهبة إلى الهند؟» و «كم من الزمن مضى على معرفتكِ بهذا الرجل؟»، وهم أثناء ملاحظتهم لتصرفاتهن وأوضاعهن وطريقة ارتدائهن لملابسهن والمساحيق الموجودة على وجوههن يخبرن النساء أثناء المقابلة عن تجارة الجنس الرائجة في الهند.

فإذا ما كانت إجابات المسافرين متناقضة يتم توقيف المهربين من قِبَل الشرطة، فيما يتم نقل النساء والفتيات إلى منازل عبور آمنة أقامتها المنظمة بالقرب من الحدود، حيث يقدم لهن الطعام والمشورة وإذا ما رغبن في إجراء الفحوصات الطبية والحصول على وسائل لنقلهن إلى قراهن. وفي حالة عدم رغبة الأقارب في استعادة أي منهن، أو كانوا قد شاركوا في أعمال التهريب، تعمد منظمة مايتي نيبال إلى تقديم المشورة لهن كما توفر لهن تدريباً مهنياً.

وقد تم إنقاذ المئات من الضحايا المحتملين نتيجة لتطبيق هذا التكتيك، كما تم رفع قضايا ضد المهربين مما يضع ضغوطاً على الإدارات المحلية لاتخاذ إجراءات ضد المجرمين.

 

لا يقر مشروع التكتيكات الجديدة في حقوق الإنسان أو يؤيد تكتيكات أو سياسات أو قضايا معينة.

 

ما هي الأمور التي نتعلمها من هذا التكتيك: 

للناجين من انتهاكات حقوق الإنسان معرفة نادرة بشكل الانتهاكات التي يمكن التعرض لها ومعرفة نادرة أيضاً بالتعرف على تلك الانتهاكات ويمكن استخدام مثل تلك المعلومات للحيلولة دون تعرّض الآخرين لنفس المصير. وتدرج منظمة مايتي نيبال (Maiti Nepal) أسماء النساء اللواتي تم تهريبهن عبر الحدود للمساعدة في إنقاذ نساء وفتيات أخريات.

وفي الحالات التي تنطوي على تهريب أو عنف أسري أو التحرش بالأطفال أو الإجبار على امتهان الدعارة، فإن الأشخاص الآتين من الخارج لن يستطيعوا دائماً التعرف على الانتهاكات بنفس القدر من السهولة التي يستطيع الناجون التعرف عليها. كما وأن الضحايا المحتملين قد يتجاوبوا مع شخص لديه معرفة شخصية بالظروف التي يمرون بها. ولهذا فإن مشاركة الناجين من الانتهاكات تعتبر مهمة جداً في مجال تطبيق هذا التكتيك. فعندما يرغب الضحايا في منع الانتهاكات المستقبلية، فإن معرفتهم الفريدة بكيفية تنفيذ انتهاكات حقوق الإنسان تصبح نفيسة ولا تقدر بثمن بالنسبة لمن يعملون لوضع حد لتلك الانتهاكات. ولا يقل التعاون الناجح القائم بين منظمة مايتي نيبال وحرس الحدود في أهميته عن ذلك، بالإضافة إلى ما تبديه المنظمة من اهتمام تجاه عدم إعادة الفتيات إلى الأسر التي تتواطأ في مسألة تهريبهن إلى الخارج.